للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول: اللَّهمَّ اجعله حجًّا مبرورًا، وسعْيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا؛ لأنَّ ابنَ مسعودٍ وابن عمر كانا يقولان ذلك (١).

وظاهِرُه: أنَّه إذا وضعها من غَير رَمْيٍ؛ لا يُجزِئُه؛ لعدم الرَّمي، بل لو طرحها؛ أجزأت.

وظاهر «الفصول»: لا؛ لأنَّه لم يَرمِ.

فلو رماها دفعةً واحدةً، لَمْ تُجْزِئْهُ عنها، ويؤدَّب، نقله الأثرم (٢)، فيُجزئُه عن واحدةٍ، ويُكْمِل السَّبعَ.

وظاهِرُه: أنه لا يُستحَبُّ غسلُها، واستحبَّه الخِرَقيُّ في روايةٍ؛ لأنَّه يُروَى عن ابن عمر (٣).


(١) أثر ابن مسعود : أخرجه ابن أبي شيبة (٢٠٨)، وسعيد بن منصور كما في البدر المنير (٦/ ٢١٢)، وأحمد (٤٠٦١)، وأبو يعلى (٥١٨٥)، والبيهقي في الكبرى (٩٥٤٩)، عن ليث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: أفضت مع عبد الله من جَمْعٍ، فما زال يُلبي حتى رمى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي، ثم قال: يا ابن أخي، ناولني سبعة أحجار، فرماها بسبع حصيات، يلبي مع كل حصاة حتى إذا فرغ، قال: «اللهم اجعله حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا»، ثم قال: هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع. وليث بن أبي سليم ضعيف الحديث، وقد روي عن ابن مسعود من طرق نحوه دون ذكر الدعاء، وهو مما يزيد من ضعفه، وضعف الحافظ إسناده في التلخيص ٢/ ٥٤٢.
وأثر ابن عمر : أخرجه الطبراني في الدعاء (٨٨١)، عن نافع، عن ابن عمر ، أنه كان إذا رمى الجمار كبَّر عند كل حصاة، وقال: «اللهم اجعله حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا»، إسناده صحيح ورجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة (١٤٠١٧)، من طريق أخرى بإسناد لا بأس به. وأخرجه سعيد بن منصور كما في البدر المنير (٦/ ٢١٢)، من طريق أخرى أيضًا، فالأثر صحيح عن ابن عمر .
(٢) ينظر: زاد المسافر ٣/ ٣٢.
(٣) ذكره القاضي في الروايتين والوجهين ١/ ٢٨٥، والموفق في المغني ٣/ ٤٥٤، ولم نقف عليه مسندًا.
وقد أسند ابن أبي شيبة في غسل حصى الجمار ٣/ ٣٩٦، عن القاسم بن محمد وسعيد بن جبير وطاوس، أنهم كانوا يغسلون حصى الجمار.
ونقل النووي في المجموع ٨/ ١٥٣ عن ابن المنذر أنه قال: (لا يُعلم في شيء من الأحاديث أن النبي غسلها وأمر بغسلها، ولا معنى لغسلها، وكان عطاء والثوري ومالك وكثير من أهل العلم لا يرون غسلها، ورُوِّينا عن طاوس أنه كان يغسلها)، ولم يذكر أنه مروي عن ابن عمر مع سعة اطلاعه في الآثار.