للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظاهر ما ذكروه: أنَّه لا يَلزَم الصَّوم بأمره، مع أنَّهم صرَّحوا بوجوب طاعته في غير المعصية، وذكره بعضهم إجماعًا (١)، قال في «الفروع»: (ولعلَّ المراد في السِّياسة والتَّدبير والأمور المجتهد فيها، لا مطلقًا، ولهذا جزم بعضهم: تجب في الطَّاعة، وتُسنُّ في المسنون، وتكره في المكروه).

(وَالصَّدَقَةِ)؛ لأنَّها متضمِّنةٌ للرَّحمة المُفْضية إلى رحمتهم بنزول الغيث.

(وَتَرْكِ التَّشَاحُنِ)، هو (٢) تَفاعُلٌ من الشَّحناء؛ وهي العداوة؛ لأنَّها تحمل على المعصية والبَهت، وتمنع نزول الخير، بدليل قوله : «خرجتُ لأخبركم (٣) بليلةِ القدر؛ فتلاحَى فلانٌ وفلانٌ فرُفِعَتْ» (٤). (وَيَعِدُهُمْ يَوْمًا)؛ أي: يعيِّنه لهم (يَخْرُجُونَ فِيهِ)؛ ليتهيَّؤوا (٥) للخروج على الصِّفة المسنونة.

(وَيَتَنَظَّفُ لَهَا)؛ من إزالة الرَّائحة وتقليم الأظفار ونحوهما؛ لئلاَّ يُؤذي النَّاس، وهو يوم يَجتمعون له، أشبه الجمعة.

(وَلَا يَتَطَيَّبُ) وِفاقًا (٦)؛ لأنَّه يوم استكانةٍ وخضوعٍ.

(وَيَخْرُجُ مُتَوَاضِعًا، مُتَخَشِّعًا، مُتَذَلِّلاً، مُتَضَرِّعًا (٧)؛ لما روى ابنُ عبَّاسٍ


(١) ينظر: إكمال المعلم ٦/ ٢٤٠، شرح مسلم للنووي ١٢/ ٢٢٢.
(٢) في (أ): وهو.
(٣) في (أ): أخبركم.
(٤) أخرجه البخاري (٤٩)، من حديث عبادة بن الصامت .
(٥) في (ب) و (ز): ليتميز، وفي (د) و (و): ليهتموا.
(٦) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٩٦، الشرح الكبير للدردير ١/ ٤٠٥، المجموع للنووي ٥/ ٦٦، الفروع ٣/ ٢٢٧.
(٧) قوله: (متضرعًا) سقط من (أ) و (ب).
كتب على هامش الأصل: ("متواضعًا" التواضع: ضد التكبر، والتخشع: التذلل ورمي البصر إلى الأرض وخفض الصوت وسكون الأعضاء، "متذلِّلاً متضرعًا" التذلل: الخضوع، والتضرع: الابتهال).