فهذا الحديث قد تكون التَّبِعَةُ فيه على من فوق عثمان، وهذا ما بينه الخطيب البغدادي، فرواه من طريق أبى زرعة الرازي، عن عثمان بن أبى شيبة، عن جرير، عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حُدَير، عن ابن عقيل، به. قال الخطيب: ((كذا قال: عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حُدَير بدل سفيان الثوري، وعندي أن هذا أشبه بالصواب، والله أعلم)) . اهـ. فالذي يظهر أن عثمان حدث به عن جرير، عن سفيان ولم ينسبه، فظنه بعضهم سفيان الثوري، وحدث به أبا زرعة فنسبه له، فانتفت عنه شبهة هذا الحديث. وعليه يتضح أن عثمان - رحمه الله - ثقة حافظ؛ يقول عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (١١ / ١٥١) : ((الإمام الحافظ الكبير المفسِّر)) . وعليه يتضح أن الحديث بهذه المتابعة صحيح لغيره، والله أعلم. [٥٤٥] سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما سيأتي. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (١ / ٣٨٦ - ٣٨٧) وعزاه للمصنف وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل". وقد أخرجه الحميدي في "مسنده" (١ / ١٢٨ رقم ٢٦٣) عن سفيان، به بلفظ: يا ابن أختي، إن كان أبواك لمن الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بعدما أصابهم القرح: أبو بكر والزبير بن العوام. ومن طريق الحميدي أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في هامش "تفسير ابن أبي حاتم" (٢ / ل ٨٩ / أ) . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (١ / ٤٦ رقم ١٢٤) في فضل الزبير رضي الله عنه =