للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا (١) فجاء أبو سفيان فقال أعل هبل فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم قولوا الله أعلي وأجل، فقالوا الله أعلي وأجل، فقال أبو سفيان لنا عزي ولا عزي لكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولوا الله مولانا والكافرون لا مولي لهم، ثم قال أبو سفيان يوم بيوم بدر، يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر، حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا سواءا أما قتلانا فاحياء يرزقون، وقتلاكم في النار يعذبون، قال أبو سفيان قد كانت في القوم مثله وإن كانت لعن غير ملاء (٢) منا، ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني، قال فنظر وا فاذا حمزة قد بقر بطنه (٣): فاخذت هند (٤) كبده فلا كتها فلم تستطع أن تأكلها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكلت منه شيئا؟ قالوا لا، قال ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة فصلي عليه وجئ برجل من الأنصار فوضع الي جنبه فصلي عليه، فرفع الأنصاري وترك حمزة، ثم جئ بآخر فوضع الي جنب حمزة فصلي عليه ثم رفع وترك حمزة، حتي صلي عليه يومئذ سبعين صلاة (باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد من كسر رباعيته وشج وجهه ووقاية الله عز وجل له بالملائكة وشدة غضبه علي من فعل به ذلك) (عن أنس بن مالك) (٥) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته (٦) يوم أحد وشج في جبهته حتي سال الدم علي وجهه، فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلي ربهم فنزلت الآية (ليس لك من الآمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (٧)


قربوا منه (١) أي ما أنصفت قريش الأنصار لكون القرشيين لم يخرجوا للقتال بل خرجت الأنصار واحدا بعد واحدا فقتلوا عن آخرهم هذه هي الرواية المشهورة ورواه بعضهم ما أنصفنا بفتح الفاء ورفع أصحاب فيكون الكلام راجعا الي الذين فروا أفاده النووي (٢) أي عن غير تشاور من اشرافنا وجماعتنا (٣) أي شق وفتح (٤) هي هند بنت عتبة بن ربيعه زوجة ابي سفيان (فلاكتها) أي مضغتها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وأورده أيضا الحافظ بن كثير في التفسير: وقال في التاريخ تفرد به احمد، وهذا إسناد فيه ضعف أيضا من جهة عطاء بن السائب (قلت) قال في التهذيب وثقه احمد والنسائي، وقال ابن معين جميع من روي عن عطاء في الاختلاط الا شعبة وسفيان. قال ابن عدي واختلاطه في آخر عمره اه تهذيب (وفي المواهب اللدنية) نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي حمزة وقد بقر بطنه عن كبده وجدع أنفه واذناه فلم ينظر إلي شئ أوجع لقلبه منه، فقال رحمة الله عليك فقد كنت فعولا للخير وصولا للرحم، وممن مثل به كما مثل بحمزة ابن أخته عبد الله بن جحش ودفن معه في قبر واحد (باب) (٥) (سنده) حدثنا هشيم أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك الخ
(غريبه) (٦) هي بتخفيف الياء التحتية وهي السن التي تلي الثنية من كل جانب، وللانسان أربع رباعيات، وفي هذا وقوع الابتلاء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لينالوا جزيل الأجر وشرف أممهئم وغيرهم مما أصابهم (قال القاضي عياض) وليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ويطرأ علي أجسامهم ما يطرأ علي أجسام البشر ليتيقنوا أنهم مخلوقات مربوبون ولا يفتتن بما ظهر علي أيديهم من المعجزات وتلبيس الشيطان من أمرهم ما لبسه علي للنصاري وغيرهم (٧) قيل أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعوا عليهم

<<  <  ج: ص:  >  >>