للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل أعل هبل مرتين يعني آلهته أين ابن أبي كبشة (١) أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر يا رسول الله ألا أجيبه؟ قال بلي، قال فلما قال أعل هبل قال عمر الله أعلي وأجل، قال فقال أبو سفيان يا ابن الخطاب إنه قد أنعمت عينها (٢) فعاد عنها أو فعال عنها، فقال أين ابن أبي كبشه؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا أبو بكر وهذا أنا ذا عمر، قال فقال أبو سفيان يوم بيوم بدر، الأيام دول وإن الحرب سجال (٣) قال فقال عمر لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال انكم لتزعمون ذلك لقد خبنا اذا وخسرنا، ثم قال أبو سفيان أما إنكم سوف تجدون في قتلاكم مثلا (٤) ولم يكن ذاك عن رأي سراتنا (٥) قال ثم أدركته حمية الجاهلية قال فقال أما إنه قد كان ذاك ولم نكرهه (عن ابن مسعود) (٦) أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن علي جرحي المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتي أنزل الله عز وجل (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة: ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) فلما خالف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصوا ما أمروا به أفر د رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تسعة: سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم فلما رهقوه (٧) أيضا قال رحم الله رجلا ردهم عنا، فلم يزل يقول ذا حتى قتل


يدميه بتشديد الميم (١) قال في النهاية كان المشركون ينسبون النبي الي أبي كبشه وهو رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان الشعري العبور فلما خالفهم النبي صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم في عبادة الأوثان شبهوه به، وقيل انه كان جد النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبل امه فارادوا انه نزع في الشبه اليه (٢) أي قرت قال في النهاية كان الرجل من قريش اذ أراد ابتداء أمر عمد الي سهمين فكتب علي احداهما نعم وعلي الآخر لا، ثم يتقدم الي الصنم ويجيل سهامه فان خرج سهم نعم اقدم، وان خرج سهم لا امتنع، وكان أبو سفيان لما أراد الخروج الي أحد أستفتي هبل فخرج له سهم الانعام فذلك قوله لعمر أنعمت فعال عنها أي تجاف عنها ولا تذكرها بسوء يعني آلهتهم، وقال في موضع آخر أنعمت فعال عنها أي أترك ذكرها فقد صدقت في فتواها وأنعمت أي أجابت بنعم، وأما قوله فعاد عنها فلم يذكره في النهاية، ومعناه ايضا تجاف عن ذكرها كما تقدم (٣) بكسر السين المهملة جمع سجل بفتحها وسكون الجيم أي مرة لنا ومرة علينا (٤) بفتح الميم وسكون الثاء المثلثة مصدر مثل بالقتيل من بابي ضرب ونصر اذا نكل به بجدع أنفه أو قطع اذنه أو نحو ذلك كمثل به تمثيلا (٥) السراة بفتح المهملة جمع سري وهم الأشراف والكبراء (تخريجه) (ك طب) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، ورواه ايضا ابن أبي حاتم والبيهقي في دلائل النبوة واورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه عبد الرحمن بن ابي الزناد وقد وثق علي ضعفه اه قال الحافظ ابن كثير وهو من مرسلات ابن العباس فانه لم يشهد احدا ولا أبوه قال وله شواهد من وجوه كثيرة (يعني في الصحاح) اشار الي بعضها في التفسير وفي التاريخ والله أعلم (٦) (سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود الخ (غربيه) (٧) يقال رهق بالكسر يرهقه رهقا أي غشيه وارهقه اي أغشاه اياه (نه) وقال النووي أي غشوه

<<  <  ج: ص:  >  >>