للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولوا الله أعلي وأجل، قال إن العزي (١) لنا ولا عزي لكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا تجيبونه؟ قالوا يا رسول الله وما نقول؟ قال قولوا الله مولانا (٢) ولا مولي لكم (عن عبيد الله)

(يعني ابن عتبة) عن (ابن عباس) (٣) أنه قال ما نصر الله تبارك وتعالي في موطن كما نصر في يوم أحد قال فأنكرنا ذلك: فقال ابن عباس بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالي ان الله عز وجل يقول في يوم أحد (ولقد صدقكم الله وعده (٤) إذ تحسونهم باذنه) يقول ابن عباس والحس القتل (حتي اذا فشلتم _ الي قوله _ ولقد عفا عنكم والله ذو فضل علي المؤمنين) عني بهذا الرماة، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقامهم في موضع ثم قال احموا ظهورنا فان رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وان رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا، فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين اكب الرماة جميعا فدخلوا العسكر ينهبون وقد التفت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم كذا وشبك أصابع يديه والتبسوا (٥) فلما أخل الرماة تلك الخلة (٦) التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع علي أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فضرب بعضهم بعضا والتبسوا، وقتل من المسلمين ناس كثير، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار حتي قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة: وجال المسلمون جولة نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغاث وانما كانوا تحت المهراس (٧) وصاح الشيطان قتل محمد فلم يشك فيه أنه حق فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل حتي طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين (٨) نعرفه بتكفئه (٩) اذا مشي، قالوا ففرحنا حتي كأنه لم يصبنا ما أصابنا، قال فرقي نحونا وهو يقول اشتد غضب الله علي قوم دموا (١٠) وجه رسوله، قال ويقول مرة أخري اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا حتي أنتهي الينا فمكث ساعة


علوا أي ليرتفع أمرك ويعز دينك فقد غلبت (١) تانيث الأعز بالزاي اسم صنم لقريش (٢) أي ولينا وناصرنا (ولا مولي لكم) اي لا ناصر لكم فالله تعالي مولي العباد جميعا من جهة الأختراع وملك التصرف ومولي المؤمنين خاصة من جهة النصرة (تخريجه) (خ طل)
(٣) (سنده) حدثنا سليمان بن دواد انا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله عن ابن عباس الخ (غريبه) (٤) اي بالنصر والظفر وذلك ان النصر كان للمسلمين في الابتداء (إذ تحسونهم) اي تقتلونهم قتلا ذريعا (بإذنه) أي بتسليطه اياكم عليه (حتي اذا فشلتم) قال ابن عباس الفشل الجبن (وتنازعتم في الأمر وعصيتم) كما وقع للرماة (من بعد ما أراكم ما تحبون) وهو الظفر بهم (منكم من يريد الدنيا) وهم الذين رغبوا في المغنم حين رأو الهزيمة (ومنكم من يريد الآخرة) يعني الذين ثبتوا مع عبد الله بن جبير حتي قتلوا (ثم صرفكم عنهم) أي ردكم عنهم بالهزيمة (ليبتليكم) ليمتحنكم وقيل لينزل البلاء عليكم (ولقد عفا عنكم) فلم يستاصلكم بعد المعصية والمخالفة منكم لأمر نبيكم (٥) أي اختلطوا خالط بعضهم بعضا (٦) بفتح الخاء المعجمة الفرجة (٧) ماه بجبل أحد دفن بجواره حمزة عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٨) هكذا بالأصل والظاهر انهما مكانان في ذاك الموضع والله أعلم (٩) التكفؤ التمايل الي قدام (١٠) أي أسالوا دمه يقال دماه

<<  <  ج: ص:  >  >>