للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن أبن عباس) (١) قال تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد، فقال رأيت في سيفي ذي الفقار فلافأولته فلا (بفتح الفاء وتشديد اللام منونة) يكون فيكم (أي انهزاما) ورأيت أني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير، فكان الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (عن جابر بن عبد الله) (٢) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرا منحرة (٣) فأولت أن الدرع الحصينة المدينة وأن البقر هو والله خير (٤)، قال فقال لأصحابه لو انا أقمنا بالمدينة فان دخلوا علينا فيها قاتلناهم؟


ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا يا معشر قريش ان محمدا قد وتركم وقتل خياركم فاعينونا بهذا المال علي حربه لعلنا ندرك منه ثأرا ففعلوا، (قال ابن اسحاق) ففيهم كما ذكر لي بعض أهل العلم أنزل الله تعالي (ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله قسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون: والذين كفروا الي جهنم يحشرون) قالوا فاجتمعت قريش لحرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فعل ذلك ابو سفيان واصحاب العير وخرجت بحدها وحديدها وجدها واحابيشها ومن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة وان لا يفروا، وخرج ابو سفيان صخر بن حرب وهو قائد الناس ومعه زوجته هند بنت عتبة بن ربيعة، وخرج عكرمة بن ابي جهل بزوجته ابنة عمه ام حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة، وخرج عمه الحارث بن هشام بزوجته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفية، وخرج عمرو بن العاص بربطة بنت منية بن الحجاج، وهي ام ابنة عبد الله بن عمرو، وذكر غيرهم ممن خرج بامرأته وسار ابو سفيان في جمع من قريش حتي نزلوا ببطن الوادي الذي قبلي أحد، وكان رجال من المسلمين لم يشهدوا بدرا قد ندموا علي ما فاتاهم من السابقة وتمنوا لقاء العدو ليبلوا ما أبلي اخوانهم يوم بدر، فلما نزل ابوسفيان والمشركون باصل احد فرح المسلمون الذين لم يشهدوا بدرا بقدوم العدو عليهم وقالوا قد ساق الله الينا أمنيتنا: ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أري ليلة الجمعة رؤيا منامية وهي التي ذكرها ابن عباس في حديث الباب ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال رأيت في سيفي ذي الفقار فلا (بفتح الفاء وتشديد اللام منونة) أي كسروا وذلك ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأيه أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا نخرج يا رسول الله اليهم نقاتلهم باحد ورجوا ان يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالو برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتي لبس أداته يعني أداة الحرب وهو السلاح، ثم ندموا وقالوا يا رسول الله أقم فالرأي رأيك، فقال ما ينبغي لنبي ان يضع أداته بعد ما لبسها حتي يحكم الله بينه وبين عدوه (١) (عن ابن عباس) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب رؤي النبي - صلى الله عليه وسلم - من كتاب تفسير الرؤيا في الجزء السابع عشر صحيفة ٢٢١ رقم ٤٤ فارجع اليه ففيه (فبقر والله خير مرة واحدة وهو خطأ، وصوابه فبقر والله خير مرتين كما هنا فأصلح نسختك، وتأويل البقر ما أصاب أصحابه يوم أحد من استشهاد سبعين (وقوله ورأيت اني مردف كبشا فأولت كبش الكتيبة) (وفي رواية فأولت اني اقتل صاحب الكتيبة) يعني طلحة بن ابي طلحة صاحب لواء المشركين وقد كان ذلك (٢) (سنده) حدثنا عبد الصمد وعفان قال حماد قال عفان في حدثيه أنا ابو الزبير وقال عبد الصمد في حديثه حدثنا ابو الزبير عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (٣) اي مذبوحة (٤) معناه استشهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>