- صلى الله عليه وسلم - يقهقر حتي خرج عنهم وذلك قبل تحريم الخمر (باب ما جاء في قتل كعب بن الأشرف)(عن ابن عباس)(١) قال مشي رسول الله صلي الله عليه وسلم الي بقيع الغرقد ثم وجههم وقال انطلقوا علي اسم الله وقال اللهم أعنهم يعني النفر الذين وجههم الي كعب بن الأشرف
(جلاد) بكسر الجيم أي قوة (المخاض) جمع ما خض وهي قريبة بالعهد بالنتاح (الأوارك) نوع من الأبل لونها أبيض (الغور) بفتح المعجمة المطمئن من الأرض اي المنخفض (عالج) بالمهملة والجيم موضع ذو رمال كثيرة (وقال الواقدي) كان خروج زيد بن حارثة في هذه السرية مستهل جمادي الأول علي رأس ثمانية وعشرين شهرا من الهجرة، وكان رئيس هذه العير صفوان بن امية، وكان سبب بعثه زيد بن حارثه أن نعيم بن مسعود قدم المدينة ومعه خبر هذه العير وهو علي دين قومه واجتمع بكنانة بن ابي الحقيق في بني النضير ومعهم سليط بن النعمان بن أسلم فشربوا وكان ذلك قبل أن تحرم الخمر، فتحدث بقصة العير نعيم بن مسعود وخروج صفوان بن امية فيها وما معه من الأموال، فخرج سليط من ساعته فأعلم رسول - صلى الله عليه وسلم - فبعث من وقته زيد بن حارثة فلقوهم فأخذوا الأموال واعجزهم الرجال، وانما اسروا رجلا أو رجلين وقدموا بالعير فحسبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ خمسها عشرين الفا، وقسم اربعة أخماسها علي السرية وكان فيمن اسر الدليل فرات بن حبان فأسلم رضي الله عنه (باب) (١) (عن ابن عباس) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تشييع الغازي واستقباله الخ من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة ٥٢ رقم ١٦٧ وانما ذكرته هنا لما فيه من ذكر كعب بن الأشرف اليهودي واليك تلخيص قصته كما رواه البخاري وابن اسحاق وموسي بن عقبة ونقله الحافظ ابن كثير في تاريخه في وقائع السنة الثالثة من الهجرة (قال ابن اسحاق) وكان كعب بن الأشرف رجلا من طئ ثم أحد بني نبهان وامه من بني النضير، وكان من حديثه ان النبي - صلى الله عليه وسلم - لما انتصر ببدر اشتد حسده وبغضه وقدم مكة وجعل يحرضهم ويرثي من قتل منهم، ثم رجع الي المدينة فشبب بنساء المسلمين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - من لكعب بن الأشرف؟ فانه قد آذي الله ورسوله، قال محمد بن سلمة يا رسول الله اتحب ان اقتله؟ قال نعم قال فأذن لي أن أقول شيئا، يعني مما يسر كعبا وان كان فيه شئ بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال قل، فرجع محمد بن مسلمة فمكث أياما مشغول النفس بما وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قتل ابن الأشرف، فأتي ابا نائلة سلكان ابن سلامة بن وقش وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة وعباد بن بشر بن وقش، والحارث بن أوس ابن معاذ، وابا عيسي بن جبر فأخبرهم بما وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قتل ابن الأشرف فاجابوه الي ذلك فقالوا كلنا نفعله، ثم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا يا رسول الله انه لابد لنا أن نقول، قال قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك، فانطلقوا حتي أتوا حصن ابن الأشرف فقدموا بين أيديهم سلكان بن سلمان أبا نائلة الي عدو الله كعب بن الأشرف فجاءه فتحدث معه ساعة فتناشدا شعرا، وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال ويحك يا ابن الأشرف اني قد جئتك لحاجة اريد ذكرها لك فاكتم عني قال افعل، قال كان قدوم هذا الرجل علينا بلاءا، عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبيل حتي ضاع العيال وجهدت الأنفس واصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا، فقال كعب أنا ابن الأشرف اما والله لقد كنت اخبرك يا ابن سلامة ان الأمر يصير الي ما أقول، فقال له سلكان اني قد اردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق