السويق وهي عامة أزوادهم يتخففون للهرب فيأخذها المسلمون، ولم يلحقهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجع الي المدينة: وكانت غيبته خمسة أيام. {ابواب حوادث السنة الثالثة} قال ابن اسحاق في أولها كانت غزوة نجد ويقال لها (غزوة ذي أمر) بفتح الهمزة والميم بعدها راء، موضع من ديار غطفان بفتح المعجمة والطاء قبيلة من مضر اضيفت لها الغزوة، لان بني ثعلبة الذين قصدهم من غطفان وسماها الحاكم غزوة أنمار فلها ثلاثة أسماء، وهي بناحية نجد عند واسط الذي بالبادية كما في معجم البكري (قال في المواهب) وسببها أن جمعا من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا يريدون الاغارة، جمعهم دعثور بن الجارث المحاربي وكان شجاعا فندب - صلى الله عليه وسلم - المسلمين وخرج في اربعمائة وخمسين فارسا واستخلف علي المدينة عثمان بن عفان فلما سمعوا بمهبطه - صلى الله عليه وسلم - هربوا في رءوس الجبال فاصابوا رجلا منهم من بني ثعلبة يقال له هبان فأدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاه الي الاسلام فأسلم واصابه - صلى الله عليه وسلم - مطر فنزع ثوبيه ونشرهما علي شجرة ليجفا واضطجع تحتها وهم ينظرونه، فقالوا لدعثور قد انفرد محمد فعليك به، فأقبل ومعه سيف حتي قام علي رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال من يمنعك مني اليوم؟ فقام - صلى الله عليه وسلم - فدفعه جبريل في صدره فوقع السيف من يده فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال من يمنعك مني اليوم؟ فقال لا أحد وانا أشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله، ثم اتي قومه فدعاهم الي الاسلام (قال الواقدي) فاهتدي به خلق كثير وانزل الله (يا أيها الذين آمنوا اذ ذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم أيديهم الآية) ثم رجع - صلى الله عليه وسلم - ولم يلق كيدا، وكانت غيبته احدي عشرة ليلة وقيل خمس عشرة ليلة وقيل شهرا والله أعلم (سرية زيد بن حارثة الي عير قريش) قال ابن اسحاق كانت بعد وقعة بدر بستة أشهر قال وكان من حديثها ان قريشا خافوا طريقهم التي كانوا يسلكون الي الشام حين كان من وقعة بدر ما كان، فسلكوا طريق العراق فخرج منهم تجار فيهم ابو سفيان ومعه فضة كثيرة وهي عظم تجارتهم، واستأجروا رجلا من بكر بن وائل يقال له فرات بن حيان يعني العجل حليف بني سهم ليدلهم علي تلك الطريق، (قال ابن اسحاق) فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة في مائة راكب فلقيهم علي ماء من مياه نجد يقال له القردة بفتح القاف وسكون الراء فأصاب تلك العير وما فيها واعجزه الرجال هربا فقدم بها علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال في ذلك حسان بن ثابت بعير قريشا باخذهم تلك الطريق. دعوا فلجات الشام قد حال دونها ... جلاد كأفواه المخاض الأوارك بايدي رجال هاجروا نحو ربهم ... وانصاره حقا وأيدي الملائك اذا سلكت الغور من بطن عااج ... فقولا لها ليس الطريق هنالك واليك شرح غريب هذه الأبيات (قوله فلجات) بالفاء والجيم جمع فلجة وهي الطريق بين الجبلين كالفج.