حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي، فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قد ثمل فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي عقبيه القهقري وخرجنا معه) قال الحافظ في رواية بن جريح لآباء (يعني هل انتم الا عبيد لأبائي) قيل أراد أن أباه عبد المطلب جد للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولعلي أيضا والجد يدعي سيدا وحاصله أن حمزة أراد الأفتخار عليهم بأنه أقرب الي عبد المطلب منهم (وقوله القهقري) هو المشي الي الخلف وكأنه فعل ذلك خشية ان يزداد عبث حمزة في حال سكره فينتقل من القول الي الفعل، فاراد أن يكون ما يقع من حمزة بمرآي منه ليدفعه ان وقع منه شئ والله أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما) وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه نقل البيهقي عن كتاب المعرفة لأبي عبد الله بن منده أن عليا تزوج فاطمة بعد سنة من الهجرة وابتني بها بعد ذلك بسنة أخري (قال الحافظ ابن كثير) فعلي هذا يكون دخوله بها في أوائل السنة الثالثة من الهجرة، وظاهر سياق حديث الشارفين يقتضي ان ذلك عقب وقعة بدر بيسير، فيكون ذلك كما ذكرناه في أواخر السنة الثانية والله أعلم اه (قلت) وقد ذكر أصحاب المغازي أشياء كثيرة وقعت في غزوة بدر ذكرتها في كناب الجهاد في الجزء الرابع عشر: وفي كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر لمناسبتها هناك وذكروا أيضا فضائل أهل بدر وما خصهم الله عز وجل به من المكارم وسيأتي في كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالي في باب خاص بهم (قال في المواهب اللدنيه) وقد استشهد بيوم بدر من المسلمين أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار، وقتل من المشركين سبعون وأسر سبعون، قال ولما فرغ - صلى الله عليه وسلم - من بدر آخر رمضان وأول يوم من شوال بعث زيد بن حارثة بشيرا فوصل المدينة ضحي وقد نفضوا أيديهم من تراب رقية بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان عثمان رضي الله عنه قد تخلف عن بدر لتمريضها فضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمه وأجره (ومما وقع في هذه السنة غزوة بني قينقاع) قال في (المواهب اللدنيه) بطن من يهود المدينة وكانت يوم السبت نصف شوال علي رأس عشرين شهرا من الهجرة، وقد كان الكفار بعد الهجرة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - علي ثلاثة أقسام، قسم وادعهم علي ان لا يحاربوه ولا يألبوا عليه عدوه وهم طوائف اليهود الثلاثة قريظة والنضير وبنو قينقاع: وقسم حاربوه ونصبوا له العدواة كقريش، وقسم تركوه وانتظروا ما يؤول اليه أمره كطوائف من العرب، فمنهم من كان يحب ظهوره ومنهم من كان معه ظاهرا ومع عدوه باطنا وهم المنافقون، وكان اول من نقض العهد من اليهود بنو قينقاع فحاربهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في شوال بعد وقعة بدر فحاصرهم أشد الحصار خمسة عشر ليلة وكان اللواء بيد حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض، فقذف الله في قلوبهم الرعب ونزلوا علي حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي ان له أموالهم وان لهم النساء والذرية، وأمر أن يجلوا من المدينة فلحقوا باذرعات، واخذ من حصتهم سلاحا وآلة كثيرة (غزوة بني سليم) ومما وقع في هذه السنة ايضا غزوة بني سليم (قال ابن اسحاق) وكان فراغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر في عقب شهر رمضان أو في أول شوال، ولما قدم المدينة لم يقم بها الا سبع ليالي حتي غزا بنفسه يريد بني سليم، قال ابن هشام واستعمل علي المدينة سباع بن عرقطه الغفاري او ابن ام مكتوم الأعمي (فات وفي بهجة المحافل) كان لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - مع علي رضي الله عنه واستخلف علي المدينة ابن مكتوم وغنم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها خمسمائة بعير فقسم اربعمائة علي الفاتحين فأصاب كل واحد بعيرين، واخذ - صلى الله عليه وسلم - مائة وكانت مدة غيبته عن المدينة خمس عشرة ليلة (قال ابن اسحاق) ثم اقام بالمدينة بقية شوال وذو القعدة وأفدي في اقامته تلك * الأساري من قريش والله أعلم (غزوة السويق) قال في المواهب ثم غزوة السويق في ذي الحجة يوم الأحد لخمس خلون منها علي رأس اثنين وعشرين شهرا