واستبقوا نبلكم (عن أبى أيوب الآنصارى)(١) قال صففنا يوم بدر فندرت منا ناد ة (٢)(وفى رواية فبدرت منا باردة)(٣) أمام الصف فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهم فقال معى معى (٤)(عن أنس بن مالك)(٥) أن أبا طلحة قال غشينا النعاس ونحن فى مصافنا يوم بدر (٦) قال أبو طلحة فكنت فيمن غشية النعاس يومئذ فجعل سيفى يسقط من يدى وآخذه ويسقط وآخذه (عن البراء بن عازب)(٧) قال استصغرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وابن عمر (٨) فرددنا يوم بدر (٩)
القرب: والنبل السهام قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر حين اصطف المسلمون لكفار قريش، ومعناه اذا دنوا امنكم وقاربوكم قربا نسبيا بحيث تنالهم السهام لآقرب التحام يفضى الى المطاعنة بالرماح والمضاربة بالسيوف فعليكم أن ترموهم بالنبل، وحكمة الأمر بالرمى عند القرب انهم إذا رموهم على بعد قد لا تصيبهم السهام وتخطئ الغرض المقصود مع ما فيه من ضياعها فاستبقاؤها أولى وجعلها من العدة أحزم (تخريجه) (خ) (١) (سنده) حدثنا عتاب بن زياد ثنا عبدالله انا عبدالله بن لهيعة حدثنى يزيد بن أبى حبيب ان اسلم أبا عمران * حدثه انه سمع أبا أيوب الانصارى يقول صففنا يوم بدر الخ (غريبة) (٢) أى خرجت عن الصف (٣) يعنى بالباء الموحدة بدل النون اى سبقت الصف والمعنى واحد (٤) أى لا تخرجوا عن الصف وتسبقونى بل كونوا معى: وفيه دلالة على حسن النظام فى الحرب وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحارب معهم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال تفرد به أحمد وهذا اسناد حسن (٥) (سنده) حدثنا يونس ثنا شيبان وحسين فى تفسير شيبان عن قتاده قال وثنا انس بن مالك أن أبا طلحة الخ (غريبة) (٦) هكذا بالاصل (يوم بدر) وجاء فى البخارى وغيره (يوم أحد) بدل يوم بدر فيحتمل ان الواقعة تكررت فى الغزوتين لاسيما وقد قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه إن أحدا وقع فيها اشياء مما وقع فى بدر، فذكر منها حصول النعاس حال التحام الحرب، قال وهذا دليل على طمأنينة القلوب بنصر الله وتأييده وتمام توكلها على خالقها وبارئها، قال تعالى فى غزوة بدر (اذ يغشيكم النعاس أمتة منه الآية، وقال فى غزوة أحمد (ثم أنزل عليكم من بعد الغم امتة نعاسا يغشى طائفة منكم) يعنى المؤمنين الكمل فهو أمنة لاهل اليقين فينامون من غير خوف جازمين بان الله سينصر رسوله وينجز له مأموله (وعند ابن أبى حاتم) عن عبدالله بن مسعود انه قال النعاس فى القتال من الله وفى الصلاة من الشيطان (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه البخارى فى التفسير: قال وقد رواه الترمذى والنسائى والحاكم من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبى طلحه قال رفعت رأسى يوم أحد وجعلت انظر وما منهم يومئذ احد الا يميل تحت جحفته من النعاس لفظ الترمذى صحيح ورواه النسائى ايضا والبهيقي اهـ (قلت) وعندهم جميعا يوم أحد والله أعلم (٧) (سنده) حدثنا يزيد أنا شعبة أنا شريك ابن عبدالله عن أبى اسحاق عن البراء بن عازب الخ (غريبة) (٨) أى عند حصول القتال وعرض من يقاتل (٩) أى لانهما لم يبلغا، وكان من عادته - صلى الله عليه وسلم - رد من لم يبلغ عن مواطن القتال لانها تحتاج الى قوة وجلد وعقل، وهذه الشروط لا تتوفر فيمن لم يبلغ، ولا تنافى بين قول ابن عمر استصغرت يوم أحد وبين قول البراء هنا، لانه عرض فيهما واستصغر، وقد جاء عن ابن عمر نفسه انه عرض يوم بدر وهو ابن ثلاث عشرة سنة فاستصغر وعرض يوم احد وهو ابن اربع عشرة سنة فاستصغر (تخريجه) (خ)