دينه (وفي لفظ آخر) الحمد الله الذى صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده باب إخبار النبى - صلى الله عليه وسلم - بمصارع صناديد قريش قبل موتهم ورمى جثثهم في بئر ثم ندائه اياهم بالتقريع والتوبيخ (عن عمر رضى الله عنه)(١) وكان يحدث عن أهل بدر قال إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليرينا مصارعهم بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدا ان شاء الله تعال: وهذا مصرع فلان غدا ان شاء الله تعال، قال فجعلوا يصرعون عليها: قال قلت والذى بعثك بالحق ما أخطأ وا تيك (٢) كانوا يصرعون عليها ثم أمر بهم فطرحوا في بئر، فانطلق اليهم فقال يافلان يافلان هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فأنى وجدت ما وعدنى الله حقا: قال عمر يا رسول الله أتكلم قوما قد جيفوا (٣) قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطعون أن يجيبوا (عن أنس)(٤) قال سمع المسلمون النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو ينادى على قليب (٥) بدر يا أبا جهل بن هشام ياعتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربية يا أمية بن خلف
بقتل أبي جهل استحلفه ثلاثة أيمان بالله الذى لا إله إلا هو لقد رأيته فحلف له فخر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدا (وعن عبدالله بن ابى أو في) ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ركعتين حين بشر بالفتح وحين جيء يرأس ابى جهل: أورد هذه الأحاديث الثلاثة الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاها للبيهقى، وعزى الأخير لابن ماجه أيضا، وأورد الهيثمى حديثا مطولا فيه معنى هذا الحديث بجميع طرقه وزيادة عن ابن مسعود ايضا، وقال رواه الطبرانى ورجاله الصحيح غير محمد بن وهب بن ابى كريمة وهو ثقة (وعن ابن عمر رضى الله عنهما) قال بينما انا سائر بجنيات بدر اذ خرج رجل من حفر ة في عنقه سلسلة فنادانى ياعبد الله اسقنى ياعبد الله اسقنى فلا ادرى عرف اسمى أو دعانى بدعاية العرب، وخرج رجل من ذلك الحفير في يده سوط فنادانى ياعبد الله لا تسقه فانه كافر ثم ضربه بالسيف (هكذا في مجمع الزوائد والظاهر انه بالسوط بدل السيف والله أعلم) فعاد الى حفرته فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - مسرعا فأخبرته فقال لى وقد رأيته؟ قلت نعم، قال ذاك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه الى يوم القيامة، أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه من لم أعرفه اهـ (وقال الأموى فى مغازيه) سمعت أبى ثنا المجالد بن سعيد عن عامر قال جاء رجل الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال انى رأيت رجلا جالسا فى بدر ورجل يضرب رأسه بعمود من حديد حتى يغيب فى الأرض: زاد فى رواية ثم يخرج فيفعل به مثل ذلك مرارا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك أبو جهل وكل به ملك يفعل به كلما خرج فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد وانا سألته حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس قال كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت حديد البصر فرأيته فجعلت أقول لعمر اما تراه؟ قال سأراه وانا مستلق علي فراشي، ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدر قال ان كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليرينا مصارعهم الخ (غريبه) (٢) اسم أشارة الي المكان الذي أشار اليه النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣) بفتح الجيم وتشديد الياء آخر الحروف مفتوحة اي انتنوا يقال جافت الميتة وجيفت واجتافت والجيفة جثة الميت اذا انتن (نه) (تخريجه) (م. وغيره) (٤) (سنده) حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن انس (يعني ابن مالك) قال سمع المسلمون الخ (غريبه) (٥) القليب هي البئر كما صرح بذلك في الحديث السابق وعند مسلم أيضا (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه لابن اسحاق