للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الحث على الوصية قبل الموت والتحذير من الجور فيها]-

وله ما يريد أن يوصى فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده. (عن سالم عن أبيه) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حق امرئ مسلم له مال يوصى فيه يبيت ثلاثًا إلا ووصيته عنده مكتوبة قال عبد الله (٢) فما بت ليلة منذ سمعتها إلا ووصيتى عندى مكتوبة. (عن أبى هريرة) (٣) قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الصدقة أفضل؟ قال لتنبأن (٤) أن تتصدق وأنت صحيح (٥) شحيح تأمل البقاء (٦) وتخاف الفقر ولا تمهل (٧) حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كلن لفلان (٨) (عن شهر بن حوشب) (٩) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين شنة فإذا أوصى حاف (١٠) فى وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار (١١)، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل فى وصيته (١٢) فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة


الأشياء المحضرة ولا ما جرت العادة بالخروج منه والوفاء به عن قرب، قال الشافعى رحمه الله معنى الحديث ما الحزم والاحتياط للمسلم إلا أن تكون وصيته مكتوبة عنده اهـ وكذا قال الخطابى (تخريجه) (ق. والأربعة. والامامان) (١) (سنده) حدّثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا الزهرى عن سالم عن أبيه الخ (قلت) أبو سالم هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهم (غريبة) (٢) يعنى ابن عمر رضى الله عنهما (تخريجه) (ق. والأربعة والامامان) وجاء فى رواية أخرى للامام احمد عن نافع عن ابن عمر أيضًا مرفوعًا بلفظ (حق على كل مسلم أن يبيت ليلتين وله ما يوصى فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده. (٣) (سنده) حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٤) بضم التاء المثناة وفتح النون بعدها باء موحدة مشددة ثم همزة مفتوحة ثم نون مشددة من النبأ، وفى رواية أخرى للامام احمد أيضًا بلفظ (قال تصدق وأنت صحيح شحيح الخ) بلفظ الأمر (٥) أى صحيح البدن (شحيح) قال فى النهاية الشح أشد البخل وهو أبلغ فى المنع من البخل: وقيل هو البخل مع الحرص اهـ وقال ابن بطال وغيره لما كان الشح غالبًا فى الصحة فالسماح فيه بالصدقة أصدق فى النية وأعظم للأجر بخلاف من يئس من الحياة ورأى مصير المال لغيره (٦) بضم الميم أى تطمع فى البقاء (٧) بالاسكان على أنه نهى وبالضم على أنه نفى أى لا نؤخر الوصية إلى وقت الموت واليأس من الحياة، وهذا معنى قوله حتى إذا بلغت الحلقوم أى قاربت الروح بلوغه إذ لو بلغته حقيقة لا يمكنه الوصية ولا يصح شئ من تصرفاته، والحلقوم الحلق وهو مجرى الطعام والشراب (٨) قال الحافظ الظاهر أن هذا المذكور على سبيل المثال (يعنى قوله لفلان كذا الخ) والله اعلم (تخريجه) (ق د نس جه) وتقدم نحوه عن أبى هريرة أيضًا فى باب أفضل الصدقة من أبواب صدقة التطوع آخر كتاب الزكاة فى الجزء التاسع صحيفة ١٦٣ رقم ٢٠٩ (٩) (سنده) حدّثنا عبد الرازق أنا معمر عن أيوب عن أشعت بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن أبى هريرة الخ (غريبه) (١٠) من الحيف وهو الظلم والجور يقال حاف يحيف جار وظلم وسواء كان حاكمًا أو غير حاكم فهو حائف، والمراد بالجور هنا أن يزيد على الثلث فى الوصية أو يقصد حرمان الأقارب أو يقر بدين لا أصل له أو نحو ذلك (١١) أى يستحق دخول نار جهنم إن لم يدركه الله بلطفه (١٢) كأن يوصى بالثلث للأقارب المحرومين من الميراث أو الفقراء والمساكين إن لم يكن له أقارب كذلك وأن يعترف بما عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>