-[ما وقفه عثمان بن عفان رضى الله عنه وفيه منقبة له]-
من خالص ماله فيكون فيها كالمسلمين وله خير منها الجنة، فاشتريتها من خالص مالى فجعلتها بين المسلمين وأنتم تمنعونى أن أصلى فيها ركعتين، ثم قال أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يستعذب منه الا (١) رومة فقا رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتريها من خالص ماله فيكون دلوه فيها كدلىّ المسلمين وله خير منها فى الجنة؟ فاشتريتها من خالص مالى فأنتم تمنعونى أن أشرب منها، ثم قال هل تعلمون أنى صاحب جيش العسرة؟ (٢) قالوا اللهم نعم (٣)(كتاب الوصايا (٤)) (باب الحث على الوصية والنهى عن الحيف فيها وفضيلة التنجيز حال الحياة. (عن نافع عن ابن عمر)(٥) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ما حق أمرى. (٦) يبيت ليلتين
الشخصين الذين ألبا عليه ومعناه ألم يبلغكما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (١) أى يطلب منه الماء العذب إلا (رومة) بضم الراء وسكون الواو وقيل بالهمزة بئر عظيم شمالى مسجد القبلتين بوادى العقيق ماؤه عذب لطيف يسميها العامة بئر الجنة لترتب دخول الجنة لعثمان على شرائها قاله الدهلوى فى اللمعات (٢) يعنى غزوة تبوك وهى آخر غزواته صلى الله عليه وسلم وسميت جيش العسرة لأنها كانت فى زمان اشتداد الحر والقحط وقلة الزاد والماء والمركب بحيث تعسر عليهم الخروج من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم أى كادت تميل قلوب بعضهم إلى التخلف عن هذه الغزوة وعدم اتباع النبى صلى الله عليه وسلم فيها لكثرة أهوالها (وللإمام احمد والترمذى) من حديث عبد الرحمن بن خباب السلمى قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على جيش العسرة فقال عثمان بن عفان علىّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها: قال ثم حث فقال عثمان علىّ مائة أخرى بأحلاسها واقتابها، قال ثم نزل مرقاة من المنبر ثم حث فقال عثمان بن عفان علىّ مائة أخرى بأحلاسها واقتابها، قال فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم يقول بيده هكذا واخرج عبد الصمد (احد الرواة) يده كالممتعجب، (ما على عثمان ما عمل بعد هذا) وللامام احمد احاديث كثيرة فى هذا الباب عن كثير من الصحابة ستأتى فى غزوة تبوك، وفى مناقب عثمان فى خلافته من كتاب الخلافة والإمارة إن شاء الله تعالى رضى الله عنه (٣) فى رواية للنسائى من حديث الأحنف بن قيس أن الذين صدقوه بذلك هم على بن أبى طالب وطلحة والزبير وسعد بن أبى وقاص رضى الله عنهم (تخريجه) (ش مذ) وحسنه الترمذى، أنظر مذاهب الأئمة وأحكام الوقف فى الجزء الثانى من كتاب القول الحسن شرح بدائع المنن صحيفة ٢١٩ و ٢٢٠ والله الموفق (٤) قال الحافظ الوصايا جمع وصية كالهدايا وتطلق على فعل الموصى وعلى ما يوصى به من مال أو غيره من عهد ونحوه فتكون بمعنى المصدر وهو الايصاء، وتكون بمعنى المفعول وهو الاسم، (وفى الشرع) عهد خاص مضاف إلى ما بعد الموت وقد يصحبه التبرع وتطلق شرعًا أيضًا على ما يقع به الزجر عن المنهيات والحث على المأمورات اهـ (باب) (٥) (سنده) حدّثنا اسماعيل ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه) (٦) ما نافية بمعنى ليس والخبر ما بعد إلا (وقوله يبيت) صفة لامرئ كما جزم به الطيبى (وقوله ليلتين) لم يرد بذلك التحديد فقد جاء فى بعض الروايات ليلة، وفى الحديث التالى ثلاثًا، قال الطيبى فى تخصيص الليلتين والثلاث بالذكر تسامح فى إرادة المبالغة أى لا ينبغى أن يبيت زمنًا وقد سامحناه فى الليليتين والثلاث فلا ينبغى له أن يتجاوز ذلك، قال العلماء لا ينبغى أن يكتب جميع