للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[من أوصى بصدقة من ماله ولم يعين سبيلها فأين توضع]-

قال ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم (تلك حدود الله (١) - إلى قوله - وله عذاب مهين) (عن أبي حبيبة الطائي) (٢) قال أوصى إلىّ أخي بطائفة من ماله (٣) قال فلقيت أبا الدرداء فقلت أنا أخي أوصاني بطائفته من ماله فأين أضعه؟ في الفقراء أو في المجاهدين أو في المساكين؟ قال أما أنا فلو كنت (٤) لم أعدل بالمجاهدين، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول مثل الذي يعتق عند الموت (وفي لفظ مثل الذي يعتق أو يتصدق عند موته (٥) مثل الذي يهدي إذا شبع (٦) (زاد في رواية) قال أبو حبيبة فأصابني من ذلك شيء (عن حبكم بن قيس بن عاصم) (٧) عن


من الحقوق لتؤدي لأربابها (١) هكذا جاء في رواية الإمام أحمد وابن ماجه مختصرًا لفظ القرآن، وتمامه (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعصي الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين) وفي رواية أبي داود والترمذي قال وقرأ أبو هريرة من ههنا (من بعض وصية يوصي بها أو دين غير مضار - حتى بلغ ذلك الفوز العظيم وهذا لفظ أبي داود واختصر الآية وأشار إلى الآية وأشار إلى الآية التي بعدها وتمام الآية وصية من الله والله عليم حليم، تلك حدود الله، ومن يطع الله ورسوله الخ ما ذكرنا في الشرح آنفًا (تخريجه) (د مذجه هتي) وحسنه الترمذي والحافظ الهيثمي (٢) (سنده) حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي الخ (غريبة) (٣) في رواية أخرى للإمام أحمد أيضًا (أوصى رجل بدنانير في سبيل الله) وباجتماع هاتين الروايتين يستفاد أن الرجل الموصي هو أخو أبي حبيبة وأن المال دنانير وأنه ينفق في سبيل الله، ولما كان لفظ سبيل الله يتناول الفقراء والمساكين والمجاهدين وكل أعمال الخير لم يدرك أبو حبيبة أين يضمه فاستشار أبا الدرداء لأنه من الصحابة وأعلم منه بذلك (٤) بضم التاء المثناة أي لو كنت مكانك لم أسوّ بالمجاهدين غيرهم بل أقدمهم على غيرهم، وإنما اختار أبو الدرداء إنفاق هذا المال في المجاهدين وإن كان لفظ سبيل الله يتناول كل أعمال الخير لكنه أظهر وأشهر في المجاهدين (٥) أي عند نزول الموت به (٦) معناه أن أفضل الصدقة إنما هي عند الطمع في البقاء في الدنيا والحرص على المال فيكون مؤثرًا لآخرته على دنياه صادرًا فعله عن قلب سليم ونية مخلصة، فإذا أخرها حتى حضره الموت كان استثارًا لدنياه على آخرته وتقديمًا لنفسه في وقت لا ينتفع به في دنياه فينقص حظه، فشبه تأخير الصدقة عن أواته ثم تداركه في غير أوانه بمن تفرد بالأكل واستأثر لنفسه ثم إذا شبع يؤثر به غيره، وإنما يحمد إذا كان عن إيثار حقيقة كما قال تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) والظاهر أن أبا الدرداء ذكر هذا الحديث لكونه علم أن الوصية صدرت من صاحبها عند موته، ولذلك قال أبو حبيبة (فأصابني من ذلك شيء) يعني من التأثر إشفافًا على أخيه والله أعلم (تخريجه) نس مذك هق) وقال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وحسنه الحافظ والترمذي وصححه ابن حبان (٧) (سنده) حدّثنا محمد بن جعفر ثنا شعبه قال سمعت قتادة يحدث عن مطرف بن الشخير وحجاج قال حدثني شعبة قال حجاج في حديثه سمعت مطرف بن الشخير يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه الخ (قلت) أبوه قيس ابن عاصم، قال البخاري له صحبة، وقال ابن سعد كان حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية ثم وفد على رسول الله في وفد بني تميم (سنة تسع) فأسلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا سيد أهل الوبر وكان سيدًا

<<  <  ج: ص:  >  >>