أرفعها وأعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق (عن أبي ذر) رضي الله عنه قال قالت يا رسول الله أوصى، قال إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها، قال قلت يا رسول الله أمن الحسنات لا اله إلا الله؟ قال هي أفضل الحسنات (عن عثمان بن عفان) رضي الله عنه قال تمنيت أن أكون سألت النبي صلى الله عليه وسلم ماذا ينجينا مما يلقى الشيطان في أنفسنا، فقال أبو بكر رضي الله عنه قد سألته عن ذلك، فقال ينجيكم من ذلك أن تقولوا
ذات أغصان وشعب كما شبه حديث (بني الإسلام على خمس) بخباء ذي أعمدة وأطناب اهـ والمراد التكثير لا حصر على حد قوله تعالى (أن تستغفر لهم سبعين مرة) أي أو أكثر من ذلك أي أفضل هذه الأبواب وهي المعبر عنها بالشعب في بعض الروايات، وهي الخصال كما تقدم: أفضلها هذا الذكر، فوضع القول موضع الذكر لا موضع الشهادة فإنها من أصله لا من شعبه، والتصديق القلبي خارج عنهما إجماعا، قال القاضي عياض وقد نبه صلى الله عليه وسلم على أن أفضلها التوحيد المتعين على كل أحد والذي لا يصح شيء من الشعب إلا بعد صحته (وأدناها) ما يتوقع ضرره بالمسلمين من إماطة الأذى عن طريقهم، وبقي بين هذين الطريقين أعداد لو تكلف المجتهد تحصيلها بغلبة الظن وشدة التتبع لأمكنه، وقد فعل ذلك بعض من تقدم، وفي الحكم (بضم الحاء المهملة وسكون الكاف) بأن ذلك مراد النبي صلى الله عليه وسلم صعوبة، ثم إنه لا يلزم معرفة أعيانها ولا يقدح جهل ذلك في الإيمان، إذ أصول الإيمان وفزوعه معلومة محققة، والإيمان بأنها هذا العدد واجب في الجملة اهـ والله أعلم (تخريجه) (ق. والأربعة وغيرهم) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن أشياخه عن أبي ذر الخ (غريبة) أي فإنها تمحها، قال القاضي عياض صغائر الذنوب مكفرات بما يتبعها من الحسنات وكذا ما خفي من الكبائر لعموم قوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) وقوله صلى الله عليه وسلم (أتبع السيئة الحسنة تمحها) أما ما ظهر منها وتحقق عند الحاكم فلا يسقط إلا بالتوبة اهـ (قلت) التوبة الصحيحة تكفر الذنب مطلقا سواء كان كبيرا أو صغيرا ظاهرا أو خافيا إلا إذا كان فيه حد وبلغ الإمام فلا بد من إقامة الحد عليه، أو كان حقا لآدمي فلا بد من إرضائه متى أمكن ذلك والله أعلم يعني أمن الحسنات محوا للسيئات (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، قال الهيثمي ورجاله ثقات إلا أن شمر بن عطية حدث به عن أشياخه عن أبي ذر ولم يسم أحدا منهم (عن عثمان بن عفان) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عبد العزيز بن محمد وسعيد ابن سلمة بن أبي الحسام عن عمرو عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم أن عثمان رضي الله عنه قال تمنيت أن أكون الخ (غريبة) يعني من الوساوس والأمور المذمومة شرعا