للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢١٠ -

من لقن عند الموت لا اله إلا الله دخل الجنة

-----

ما أمرت به عمي أن يقوله فلم يقله (وعنه أيضا) قال توفى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن نسأله عن نجاة هذا الأمر، قال أبو بكر قد سألته عن ذلك، قال فقمت إليه فقلت له بأبي أنت وأمي أنت أحق بها، قال أبو بكر قلت يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل مني الكلمة التي عرضت على عمي فردها على فهي له نجاة (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا اله إلا الله (عن زادان أبي عمر) قال حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لقن عند الموت لا اله إلا الله دخل الجنة (عن أبي الأسود الديلي) عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض فإذا هو نائم، ثم أتيته أحدثه فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فجلست


يريد كلمة لا اله إلا الله، فقد ثبت عند الشيخين والإمام أحمد وغيرهم من حديث أبي هريرة وسيأتي في تفسير سورة القصص من كتاب تفسير القرآن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه (يعني أبا طالب عند احتضاره) قل لا اله الله أشهد لك بها يوم القيامة، قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون أنتما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك، فأزل الله عز وجل (إنك لا تهدي من أحببت) فهذه الرواية مفسرة بما أبهم هنا والأحاديث يفسر بعضها بعضا هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في باب تأثير وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى يعني نجاة بني آدم من وساوس الشيطان وما يلقيه في أنفسهم من أنواع الشر ويؤيد ذلك بل يفسره قوله في الطريق ألأولى (مذ ينجينا مما يلقي الشيطان في أنفسنا الخ) يعني لا إله إلا الله كما تقدم، في هذا الحديث والذي قبله دلالة على أن كلمة لا إله غلا اله أعظم الحسنات محوا للسيئات: وأنها تحفظ قائلها من وساوس الشيطان وتضمن له حسن الخاتمة إذا قالها عند الموت (تخريجه) (طس عل بز) وسنده جيد وروى نحوه الشيخان والإمام أحمد أيضا من حديث أبي هيريرة هذا الحديث أعني حديث أبي سعيد وحديث زاد ذالك والذي بعده تقدما في باب ما جاء في المحتضر وتلقينه كلمة التوحيد من كتاب الجنائز من الجزء السابع وتقدم الكلام عليها سندا وشرحا وتخريجا، وإنما أثبتهما هنا للاستدلال بهما على فضل كلمة التوحيد أنها تنفه قائلها في الصحة وعند الموت (ومنعى قوله موتاكم) أي من حضره الموت وقرب منه، وسمى ميتا باعتبار متا يؤول عليه مجازا فهو من قبيل قوله صلى الله عليه وسلم (من قتل قتيلا فله سلبه) الديلي بكسر المهملة ويقال الدؤلي بالضم بعدها همزة مفتوحة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنى عبد الصمد حدثني أبي ثنى حسين عن ابن بريدة أن يحيى بن يعمر (بوزن جعفر) حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) قال الكرماني فائدة ذكر الثوب والنوم تقرير التثبت والاتقان فيما يرويه في آذان السامعين ليتمكن في

<<  <  ج: ص:  >  >>