للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢٠٧ -

فضل أسماء الله الحسنى وأن من أحصاها دخل الجنة

-----

(باب ما جاء فضل أسماء الله الحسنى) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد من أحصاها دخل الجنة أنه وتر يحب الوتر (وعنه من طريق ثان) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها كلها دخل الجنة


(باب) قال القرطبي في تفسيره سمى الله سبحانه أسماءه الحسنى لأنها حسنة في الأسماع والقلوب فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وأفضاله، والحسنى مؤنث الأحسن كالكبرى تأنيث الأكبر اهـ باختصار حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد (يعني ابن هارون) أنا محمد (يعني ابن سيرين) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (غريبة) اسما بالنصب على التمييز (مائة) بدل من تسعة وتسعين (وغير) منصوب على الاستثناء (قال العلماء) والحكمة في قوله مائة غير واحد بعد قوله تسعة وتسعين أن يتقرر ذلك في نفس السامع جمعا بين جهتي الإجمال والتفصيل أو دفعا للتصحيف الخطي لاشتباه تسعة بسبعة وسبعين جاء في رواية البخاري بلفظ (لا يحفظها أحد عن ظهر قلبه إلا دخل الجنة) وهذا اللفظ مفسر لما جاء هنا بلفظ (أحصاها) والحفظ يستلزم التكرار أي تكرار مجموعها، وقيل معنى أحصاها الاعتبار بمعانيها والعمل بها (وقوله دخل الجنة) أي كان جزاءه دخول الجنة، وذكر الجزاء بلفظ الماضي تحقيقا لوقوعه وتنبيها على أنه وإن لم يقع فهو في حكم الواقع لأنه كائن لا محالة بكسر الواو وفتحها أي فرد، ومعناه في حق الله عز وجل أنه الواحد الأحد الذي لا نظير له في ذاته (وقوله يحب الوتر) أي من شيء: أو كل وتر شرعه وأثاب عليه لأنه أدعى إلى معاني التوحيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن هشام ويزيد يعني ابن هارون قال أنا هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة الخ (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه (ق) وأخرج الطريق الثانية (ق مذ جه) (هذا) ولم يأت في مسند الامام أحمد ولا عند البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي حديث فيه تعيين الأسماء التسعة والتسعين مسرودة مفصلة وذلك لأن ما ورد مفصلا فيه اختلاف واضطراب، حتى قال بعض العلماء إن تعيين الأسماء مدرج من بعض الرواة (قال الداودي) لم يئبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عين الأسماء المذكورة (وقال أبو الحسن القابسي) أسماء الله تعالى وصفاته لا تعلم إلا بالتوفيق من الكتاب أو السنة أو الإجماع، ولا يدخل فيها القياس (يعني أن كل اسم ورد في هذه الأصول وجب إطلاقه في صفة تعالى، وما لم يرد فيها لا يجوز إطلاقه في وصفه وإن صح معناه) قال ولم يقع في الكتاب ذكر عدد معين، وثبت في السنة أنها تسعة وتسعون: فأخرج بعض الناس من الكتاب تسعة وتسعين اسما والله أعلم بما أخرج من ذلك، لأن بعضها ليست أسماء يعني صريحة اهـ (واختلف العلماء) في هذا العدد هل المراد به حصر الأسماء الحسنى في التسعة والتسعين أو أنها أكثر من ذلك ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة؟ فذهب الجمهور إلى الثاني

<<  <  ج: ص:  >  >>