للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢٠٦ -

استحباب الذكر في الخفاء إذا خاف على نفسه الرياء أو التشويش على مصل

-----

(باب ما جاء في الذكر الخفي) (عن سعد بن مالك) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي (عن أبي موسى الأشعري) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا، إن الذين تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله


الإسناد الحسن الذي أشار إليه الحافظ الهيثمي هو ما ذكرناه، والثاني فيه ابن لهيعة بدل عمرو بن الحارث ورواه أيضا (حب هق) (باب) (سنده) حدثنا عبد اله حدثني أبي ثنا وكيع أسامة بن زيد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن سعد بن مالك الخ، (غريبة) فيه أن الإسرار بالذكر أفضل من الجهر به، ولكن تقدم ما يفيد الجهر بالذكر كحديث (أكثر واذكر الله حتى يقولوا مجنون) وحديث (وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) وقد جمع العلماء بين أحاديث السر والجهر وبأن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فقد يكون الجهر أفضل إذا أمن الرياء وكان في الجهر تذكير للغافلين: وقد يكون الإسرار أفضل إذا خشي الرياء أو التشويش على نحو مصل والله أعلم أي ما يقنع به ويرضى على الوجه المطلوب شرعا، وإلا فلا يملأ عين ابن آدم إلا التراب (تخريجه) (عل) وفي إسناده ابن أبي لبيبة (بفتح اللام وكسر الموحدة الأولى وفتح الثانية) وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو محمد ثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري الخ (غريبة) الشرف بفتح الشين المعجمة والراء العلو والمكان العالي (وقوله ولا نعلوا شرفا) معناه أنهم كانوا يجهرون بالتكبير في أثناء صعودهم إلى المكان المرتفع وعند استوائهم عليه وعند هبوطهم إلى المكان المنخفض بهمزة وصل وبفتح الموحدة معناه ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم فإن رفع الصوت إنما يفعله الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه، وأنتم تدعون الله تعالى وهو سميع بصير أقرب إليكم من حبل الوريد، وهو معكم بالعلم والإحاطة أينما كنتم، وهذا يدل عل خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه: وتقدمت الاشارة إلى ذلك في شرح الحديث السابق قال العلماء معنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم معناه لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، قال النووي حكى هذا عن ابن مسعود (قلت) جاء عند البزار بسند حسن عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله: وقال أهل اللغة الحول الحركة والحيلة، أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى (تخريجه) (ق. وغيرهما)

<<  <  ج: ص:  >  >>