وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا ... محامل موت لابسين السنورا
إذا أفتخروا عدواً الصهبذ منهم وكسرى وآل الهرمزان وقيصرا والله أعلم بالصحيح.
فكان قباذ لما ملك ضعيفاً فوثبت ربيعة على عامله بالحيرة، وهو النعمان بن الأسود بن المنذر بن النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ، فخرج منهم هارباً حتى نزل بأياد، فمات فيهم، وكان معه المنذر بن ماء السماء، وهو أقرب منه في قُعدُدِ النسب، وسنذكر نسب أمه وخبرها بعد هذا الفصل إن شاء الله وكان مع المنذر بن ماء السماء ابنه عمرو بن هند.
وانطلقت ربيعة إلى كندة وكان الناس في الأول يقولون: إن كندة من ربيعة على ما قدمنا ذكره فجاءوا بالحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار فملكوه على بكر بن وائل، وحشدوا له، وقاتلوا معه، فظهر على ما كانت العرب تسكن من أرض العراق، وأبى قباذ لضعفه أن يمد المنذر بجيش فكتب إلى الحارث بن عمرو إنني في غير قومي، وأنت أحق من كنفي فحوله إليه، وزوجه ابنته هند بنت الحارث فولدت له عمراً المذكور، ومنذراً في قول هانئ بن المنذر البهيلي النسابة وقابوساً في قول غيره.
فلما هلك قباذ وملك ابنه كسرى وهو أنو شروان ملك المنذر بن ماء السماء على الحيرة، فأساء مكافأة بني آكل المرار، وطلبهم وسفك دماءهم، وجرى من ذلك ما ذكرناه في موضعه.
والمنذر بن ماء السماء هو الذي قتله الحارث بن أبي شمر الغساني، وجرى من أولاد الحارث أعمام امرئ القيس ما سنذكره في موضعه إن شاء الله.
وملكت بنو أسد عليها حجر بن الحارث بن عمرو، وقيل: إن أباه كان ملكه عليها وهو أشبه، وتمليك ربيعة للحارث بن عمرو عليها قول خراش بن إسماعيل العجلي، وغيره يقول: إن قباذ هو الذي ملك الحارث بن عمرو على العرب، وليس ذلك بثبت.