ومن قوله:
نحن إلى برق بنعمان بعد ما ... مضت أربع يعددن من أول الشهر
فحنت حنيناً مثله هيج الذي ... به الشوق مشغوف الفؤاد وما يدري
ومن قوله وكان هجاءً خبيثاً يذم عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بقصيدة أولها:
ذكرت لبرق آخر الليل ضوءه ... يضيء حبيَّ المنجد المتغوِّر
يسور ويرقى في رواءٍ غمامه ... ركام تصداه الجنوب وتمتري
إذا سنحت نجدية برحت لها ... صباً فأدرَّت ودق اوطف ممطر
ثم قال:
أتيت أبن عباس أرجِّى حباءه ... فلم يرج معروفي، ولم يخش منكر
وقال لبوابيه: لا تدخلنَّه ... وسدُّوا خصاص الباب من كل منظر
وتسمع أصوات الخصوم وراءه ... كصوت الحمام في القليب المغور
ولو كنت من زهران لم تقص حاجتي ... ولكنني مولى جميل بن معمر
أتيح لعبد الله يوم لقيته ... شميلة ترمى بالحديث المفتر
وما أنا إذ زاحمت مصراع بابه ... بذي ضولة فانٍ ولا بحزور
فليت قلوصي عربت أو رحلتها ... إلى حسن في داره وأبن جعفر
إلى معشر لا يخصفون نعالهم ... ولا يلبسون السِّبت ما لم يخصَّر
وما زلت في التَّسيار حتى أنختها ... إلى أبن رسول الأمة المتخير
وقامت تصدى في العقال فواجهت ... بي الصبح وردا كالرداء المحبَّر
فما قمت حتى راعني ثوباؤها ... وصوت مناد بالصلاة مكبِّر