ولقد قسمنا عملنا هذا إلى أربعة فصول تناولنا فيها حياته وفكره وآثاره، وختمنا دراستنا هذه بنصوص من الفكون نفسه ومن مراسلات الغير معه. ولا شك أن ما ذكرناه لا يعدو أن يكون غيضا من فيض، وأن آثار الفكون التي نفهم منها دوره السياسي والاجتماعي والإصلاحي والفكري ما تزال مبعثرة. وقد كنا جمعنا مادة هذه الدراسة منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن الوقت لم يكن مساعدا لصياغتها وتقديمها للقراء إلا خلال الصيف الماضي (١٩٨٥). وعسى أن يكون ما قمنا به مفيدا للجيل العربي المسلم الذي يبحث الآن عن البدائل الذاتية في مواجهة مغريات الحضارات الأخرى. ولعلي لا أبوح سرا عندما أقول إن دافعي الأساسي من نشر حياة الفكون إنما هو خدمة الأجيال العربية الإسلامية الصاعدة التي ستجد فيها النموذج الصالح للإنسان المكافح من أجل دينه وحضارته وقيمه ضد الاستبداد والجهل والخرافة.
بقي علي أن أشكر كل الذين قدموا إلي يدا بيضاء لإنجاز هذه الدراسة. وأخص بالذكر الشيخ المهدي البوعبدلي الذي لولاه لما اطلعت على (منشور الهداية)، والدكتور عبد الجليل التميمي الذي بواسطته تحصلت على نسخة مصورة من (محدد السنان)، والشيخ عبد المجيد بن حبة الذي أرسل إلي نسخة من (منشور الهداية) للدراسة والمقارنة، والأستاذ علي أمقران السحنوني الذي أطلعني على نسخة من (فتح اللطيف، في علم الصرف للفكون، وأخيرا أشكر زميلي الدكتور صالح خرفي الذي تفضل بتصوير مراسلة الفكون مع محمد تاج العارفين العثماني، من المكتبة