صاحبه فيه واحتوائه على المعلومات الاجتماعية والإنسانية التي قل من تعرض لها من قبل بتلك الطريقة.
لم يؤرخ الفكون الانتهاء من تأليف (منشور الهداية) ولكن يغلب على الظن أنه قد ألفه بعد سنة ١٠٤٥ لأنه تحدث فيه عن وفاة والده التي وقعت في تلك السنة. ولا نجده قد ذكر تاريخا آخر بعد هذه السنة. والمعروف أنه تولى هو وظائف أبيه بعد وفاته وزاد عليها إمارة ركب الحج ولقب مشيخة الإسلام. والمعروف أيضا أن ثورة ابن الصخري قد وقعت سنة ١٠٤٧، وهي الثورة التي لا تجد لها ذكرا في (منشور الهداية) رغم تعرضه لثورات وأحداث أقل منها شأنا. ولذلك فنحن نرجح أن يكون (منشور الهداية، قد ألف بين ١٠٤٥ و١٠٤٧ وهل يمكن إذن أن نقول إن تاريخ تأليفه هو سنة ١٠٤٦؟ ذلك أقرب الاحتمالات في نظرنا.
ولكن الأمر المحير هو أن الفكون ضمن كتابه حديثا عن أشخاص كانوا أحياء زمن التأليف، كما يفهم من صيغة الحديث، مثل حديثه عن أحمد المقري، بينما نعلم من مصادر أخرى أن هؤلاء الأشخاص قد توفوا قبل ذلك التاريخ المحتمل لتأليف الكتاب. فالمقري مثلا توفي سنة ١٠٤١، بينما لا يشير الفكون إلى هذه الوفاة، ويبقى حديثه عنه في الكتاب بصيغة الحي. وهناك نماذج أخرى على ذلك، مثل إيراد مراسلاته مع عالمي تونس إبراهيم الغرياني ومحمد تاج العارفين، الواقعة سنة ١٠٣٧. فيبقى لدينا احتمالان آخران هما: أن الفكون ألف الكتاب فعلا حوالي سنة ١٠٤٦، ولكنه ضمنه وثائق المراسلات القديمة بتواريخها المتقدمة، أو أنه كان قد بدأ في تأليف الكتاب في تاريخ سابق قد