فكان الواجب على المسؤولين المسلمين أن يرجعوا - إن كانوا مسلمين - إلى قوانين دينهم فيطبقوها لا إلى إلغائها وتعويضها بقوانين بشرية وضعت لأمة غير مسلمة ولا مؤمنة.
إن الكمال البشري كما يكون في الرجال يكون في النساء، غير أنه فيهن قليل كما حكاه التاريخ الإنساني وهذا راجع إلى أصل الخلقة والتكوين، وقد ورد في الحديث الصحيح قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران الخ) بلا غرور أو تغرير.
والموضوع - موضوع المرأة - محرج كثيرا - حسبما نرى - ودقيق جدا، والخوض فيه قد يجعل للخائض فيه خصوما وأعداء - إذا تكلم فيه بالحقيقة - قد يفوقون في العدد المؤيدين والأنصار والأصدقاء - وإن كان على الحق - ذلك لاندفاع الناس وراء الشهوات والأغراض والأطماع حتى صاروا يشبهون المزدكيين - تماما - تاركين الشريعة الإسلامية وراء ظهورهم، متأثرين بما يذيعه بينهم إبليس وأعوانه بغوايته ووسوسته، حتى أنساهم ربهم ودينهم:
في كل شيء إذا ضيعته عوض ... وليس في الله إن ضيعته عوض
[الفصل الثالث: وصية الإسلام بالرفق بالضعفاء: اليتيم، والمملوك، والمرأة.]
إن الإسلام كان - ولن يزال - مصدر نور لبني آدم، بنوره يتجنبون الأخطار والمهالك، وبوصاياه يسعدون ويسعدون.
فالإسلام في تشريعه ووصاياه لم يظلم أحدا، لا المرأة ولا غيرها، بل نجده يوصي الأقوياء ويؤكد عليهم، يوصيهم بأن يعاملوا الضعفاء بالرفق والإحسان، والرحمة والحنان - بالنظر لضعفهم - ولا أضعف من هؤلاء الثلاثة: اليتيم، والعبد المملوك - أو الخادم -، والمرأة، من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((اتقوا الله في الضعيفين: المملوك والمرأة)) (١).