التي رفعت عنها الحيف والجور، فوجب عليها أن تتبعها ولا تتبع المرأة الغربية فيما لا يليق بشرف المرأة المسلمة، وإلا فما ذلك التنويه إلا من باب الدعاية والاستغلال على حساب الإسلام، لأغراضها الشخصية.
إن هذه المرأة تقصد بقولها - حسب الألفاظ التي استدلت بها - الاعتراض أو الرد لما جاء في القرآن، وهو قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا الخ} الآية الأولى من سورة النساء، فماذا عساها أن تقول في قوله تعالى:{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}؟ يا سبحان الله كيف تجرأت المرأة هذه الجرأة الكبيرة!!!
وهكذا يفعل الجهل والغرور والتغرير بضعاف الأحلام، حتى يخرجهم أو يخرجهن من الإسلام.
ولما جاء في ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ذلك أنها قالت:(خلافا لما يروجه الخرافيون من أن المرأة خلقت من الضلع الأعوج الخ) وبقولها: (لم يبق مجال للقول بأنها أقل قيمة من الرجل، وأنها ناقصة عقل ودين الخ ...).
وهذا منها جرأة كبيرة، ثم على من تعترض يا ترى؟ وما هو قول الخرافيين هذا؟ ومن هم الخرافيون الذين تعنيهم؟ إن ما ذكرته حديث من أحاديث ثابتة نطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، والاعتراض عليه رد لقوله وعدم إيمان به، وهذا لا يقع إلا من غير المسلمين. وهذا هو نص الحديث. أخرج مسلم في صحيحه والترمذي وغيرهما عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إن المرأة خلقت من ضلع لن تسقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها)) فهل في قول الرسول هذا خرافة؟ الواقع أنه وصية خير وإرشاد للمسلمين كي لا يسيئوا إلى زوجاتهم.
أما قولها:(لم يبق مجال للقول بأنها أقل قيمة من الرجل، وأنها ناقصة عقل ودين) فهو رد لآية قرآنية ولحديث نبوي صحيح. وبيان ذلك، أن الله تعالى عندما ذكر ضبط المال بالإشهاد عليه قال: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ