قال أنصار هذا المبدأ ما قالوا للمرأة، من غير أن يفكروا في أخلاق المسلمين وتقاليدهم الحسنة، في صون المرأة وحفظها من العبث بها، وكيف يفكرون في هذا والكثير منهم لا يرعى للدين حرمة؟ مع تربيته في مدرسة المستعمر، وقد دربوا المرأة وجرأوها على الاستخفاف بالدين وبالأخلاق الإسلامية، حتى بلغ بطائفة منهن إلى أن ينكرن الأخبار الصحيحة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، من ذلك ما قالته امرأة في الملتقى الخامس للتعرف على الفكر الإسلامي الذي تدعو إليه وتنظمه وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية الجزائرية، والذي انعقد في مدينة وهران من ٢٧ جمادى الأولى إلى ١٠ جمادى الآخرة من سنة ١٣٩١ هـ، وقد نشرت كلمة هذه المرأة في سجل المحاضرات التي تعودت الوزارة المذكورة إصداره كل سنة.
هذه المرأة أعطي لها هذا الاسم واللقب (فاطمة الجامعي) وهي زوج الأستاذ الحبابي المغربي، وكلاهما أستاذ في جامعة الجزائر، وتقول إنها من الوفد المغربي، وكلمتها عنونتها بـ "المرأة المسلمة، حقوق وواجبات" ونشرت في السجل ابتداء من صفحة "٣٠٢". قالت هذه المرأة فيما قالت، بعد أن أكثرت وأسرفت من تمجيد المرأة، وحشرت الكثير من الآيات الواردة في ذلك، وهكذا رأيناهم ورأيناهن لا يذكرون القرآن أو الدين الإسلامي إلا عند الاحتجاج والاحتياج إلى آياته ونصوصه، قالت:(وإن الزوجة - ولعلها تقصد المرأة - خلقت من نفس الطين الذي خلق منه الرجل، خلافا لما يروجه الخرافيون من أن المرأة خلقت من الضلع الأعوج، والحقيقة أن الرجل الذي يعتقد هذه الأسطورة - كذا - معوج المخ وكل الأضلع). وبعد أن نقلت الكثير من الآيات القرآنية الدالة على منزلة المرأة قالت:(إذا كانت هذه هي نظرة الإسلام إلى المرأة، لم يبق مجال للقول بأنها أقل قيمة من الرجل، وأنها - ناقصة عقل ودين - فالعقل مقسم بالتساوي بين النساء والرجال الخ ...) وضربت على هذه النغمة الحلوة على الأسماع في كلمتها تلك، وسارت بعيدا في تمجيد المرأة، من غير أن تحض المرأة المسلمة على التمسك والعمل بالشريعة الإسلامية، التي رفعت منزلة المرأة بعد الحطة والهوان اللذين كانت تعاني منهما ما تعاني، فلم تأمرها بتقوى الله وعمل الصالحات والوقوف عند حدود الشريعة الإسلامية، لأن ما نالته المرأة المسلمة من عز ورفعة إنما نالته بشريعة الإسلام، فهي