والبطانة مصدر يسمى به الواحد والجمع وبطانة الرجل خاصته الذين يستبطنون أمره وأصله من البطن الذي هو خلاف الظهر وبطن فلان يبطن بطونا وبطانة إذا كان خاصًا به
قال الشاعر:
أولئك خلصاني نعم وبطانتي … وهم عيبتي من دون كل قريب
نهى الله ﷿ المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكفار واليهود وأهل الأهواء أخلاء وولجاء يفاوضونهم في الآراء ويسندون إليهم أمورهم … ثم بين تعالى المعنى الذي لأجله نهى عن المواصلة فقال: ﴿لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا﴾ [آل عمران: ١١٨]، يقول: فسادًا يعني لا يتركون الجهد في فسادكم يعني أنهم وإن لم يقاتلوكم في الظاهر فإنهم لا يتركون الجهد في المكر والخديعة.
روي أن أبا موسى الأشعري استكتب ذميًا فكتب إليه عمر يعنفه وتلا عليه هذه الآية وقدم أبو موسى الأشعري على عمر ﵄ بحساب فرفعه إلى عمر فأعجبه، وجاء عمر كتابٌ فقال لأبي موسى: أين كاتبك يقرأ هذا الكتاب على الناس؟ فقال: إنه لا يدخل المسجد فقال لم! أجنب هو؟ قال: إنه نصراني؛ فانتهره عمر وقال: لا تدنهم وقد أقصاهم الله ولا تكرمهم وقد أهانهم الله ولا تأمنهم وقد خونهم الله.