فإن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة فإن الفرقة هلكة والجماعة نجاة ورحم الله ابن المبارك، حيث قال:
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا … منه بعروته الوثقى لمن دانا
وليس فيه دليل على تحريم الاختلاف في الفروع فإن ذلك ليس اختلافًا إذ الاختلاف ما يتعذر معه الائتلاف والجمع وأما حكم مسائل الاجتهاد فإن الاختلاف فيها بسبب استخراج الفرائض ودقائق معاني الشرع وما زالت الصحابة يختلفون في أحكام الحوادث وهم مع ذلك متآلفون. [٤/ ١٥٦]
(٣٨١) من قوله تعالى: ﴿فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: ١٠٣].
أي: صرتم بنعمة الإسلام إخوانًا في الدين وكل ما في القرآن ﴿فَأَصْبَحْتُمْ﴾ معناه: صرتم كقوله تعالى: ﴿إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا﴾ [الملك: ٣٠]، أي: صار غائرًا.
والإخوان جمع أخ وسمي أخًا لأنه يتوخى مذهب أخيه أي: يقصده. [٤/ ١٦١].