له أن يجتنب لحوم الإبل فحرمها على نفسه فقالت اليهود: إنما نحرم على أنفسنا لحوم الإبل لأن يعقوب حرمها وأنزل الله تحريمها في التوراة فأنزل الله هذه الآية ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ﴾ [آل عمران: ٩٣]. قال الضحاك: فكذبهم الله ورد عليهم فقال: يا محمد ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٣)﴾ [آل عمران: ٩٣]، فلم يأتوا فقال ﷿: ﴿فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩٤)﴾ [آل عمران: ٩٤]. قال الزجاج: في هذه الآية أعظم دلالة لنبوة محمد نبينا ﷺ أخبرهم أنه ليس في كتابهم وأمرهم أن يأتوا بالتوراة فأبوا؟ يعني عرفوا أنه قال ذلك بالوحي. [٤/ ١٣٢]
(٣٧٥) ترجم ابن ماجه في «سننه»: «دواء عرق النسا» … أنه سمع أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله ﷺ يقول: «شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء». وأخرجه الثعلبي في «تفسيره» أيضًا من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ في عرق النسا: «تؤخذ ألية كبش عربي لا صغير ولا كبير فتقطع صغارًا فتخرج إهالته فتقسم ثلاثة أقسام في كل يوم على ريق النفس ثلثا». قال أنس:«فوصفته لأكثر من مائة فبرأ بإذن الله تعالى». قال شعبة:«حدثني شيخ في زمن الحجاج بن يوسف في عرق النسا: أقسم لك بالله الأعلى لئن لم تنته لأكوينك بنار أو لأحلقنك بموس قال شعبة: قد جربته تقوله: وتمسح على ذلك الموضع». [٤/ ١٣٣]