للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانظروا رحمكم اللَّه واعقلوا وأحكموا الصلاة، واتقوا اللَّه فيها وتعاونوا عليها، وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان، فإن اللَّه ﷿ قد أمركم أن تتعاونوا عَلَى البر والتقوى، والصلاة أفضل البر، وجاء الحديث عَنِ النَّبِيِّ أنه قَالَ: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون منه الصلاة، وليصلين أقوام لا خلاق لهم» (١).

وجاء الحديث أن: «أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن تقبلت منه صلاته تقبل منه سائر عمله، وإن رُدَّت صلاته رُدَّ سائر عمله» (٢).

فصلاتنا آخر ديننا، وهي أول ما نسأل عنه غدًا من أعمالنا، فليس بعد ذهاب الصلاة إسلامٌ ولا دين، فإذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام، فكل شيء يذهب آخره فقد ذهب جميعُه، فتمسكوا رحمكم اللَّه بآخر دينكم.

وليعلم المتهاون بصلاته المستخفُّ بها المسابق الإمام فيها أنه لا صلاة له، وأنه إذا ذهبت صلاته فقد ذهب دينه، فعظموا الصلاة رحمكم اللَّه، وتمسكوا بها، واتقوا اللَّه فيها خاصة، وفي أموركم عامة.

واعلموا أن اللَّه ﷿ قد عظم خطر الصلاة فِي القرآن، وعظم أمرها وشرفها وشرف أهلها، وخصها بالذكر من بين الطاعات كلها فِي مواضع من القرآن كثيرة وأوصى بها خاصة.


(١) صح بهذا السياق موقوفًا عن ابن مسعود ، أخرجه الطبراني في الكبير برقم (٨٦٩٩)، وعبد الرزاق في المصنف برقم (٥٩٨١)، وابن أبي شيبة في المصنف برقم (٣٧٥٨٥)، والخلال في السنة برقم (١٣٩١)، والخرائطي في مكارم الأخلاق برقم (١٧٦).
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط برقم (١٨٥٩)، والطوسي في مستخرجه (٢/ ٣٦٥)، والضياء في المختارة برقم (٢٥٧٨) مرفوعًا، من حديث أنس بن مالك . وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (٢٥٧٣).

<<  <   >  >>