للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكل مستخف بالصلاة مستهين بها هو مستخف بالإسلام مستهين به، وإنما حظهم من الإسلام عَلَى قدر حظهم من الصلاة، ورغبتهم فِي الإسلام عَلَى قدر رغبتهم فِي الصلاة.

فاعرف نفسك يا عبد الله، واعلم أن حظَّك من الإسلام وقدر الإسلام عندك بقدر حظك من الصلاة وقدرها عندك.

واحذر أن تلقى اللَّه ﷿ ولا قدر للإسلام عندك، فإن قدر الإسلام فِي قلبك كقدر الصلاة فِي قلبك.

وقد جاء الحديث عَنِ النَّبِيِّ أنه قَالَ: «الصلاة عمود الإسلام» (١). ألست تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاط ولم ينتفع بالطنب (٢) ولا بالأوتاد، وإذا قام عمود الفسطاط انتفعت بالطنُب والأوتاد، فكذلك الصلاة من الإسلام.


(١) أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة برقم (٢٠٠)، عن الحسن ، عن أبي ذر ، قال: قلت: يا رسول الله، ما تقول في الصلاة؟ قال: «عمود الإسلام». وفيه العوام بن جويرية، ضعيف، كما قال ابن معين في تاريخه (٢/ ١٥٨)، وقال الذهبي في المغني في الضعفاء (٢/ ٤٩٤): العَوام بن جوَيْرِية عَنْ الْحسن، قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يروي الموضوعات.
(٢) والطنب: مفرد أطناب، وهي الحبال الَّتِي يشد بهَا الْفسْطَاط، وَهِي الأواخي أَيْضًا. ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة (٢/ ٤٠٢).

<<  <   >  >>