للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسماء)، ولم يصحِّح منها حديثًا سوى هذا الحديث، وحسّن أكثرها (١)، وحديثا رواه بإسنادين ولم يحكم عليه بشيء (٢).

وهذا الحديث الذي صحّحه، فيه -بالإضافة إلى وجود شهر- عبيد الله القَدَّاح، وفيه خلاف قويٌّ بين النُقّاد، وبعض أسانيد الأحاديث الأخرى أقوى منه؛ فبعضها من طريق عبدالحميد بن بَهرام عن شهر (٣)، وقد أثنى الحفاظ على روايته عن شهر، ومع ذلك لم يصحّحها.

وقد يكون صحّحه لأن المتن له شواهد، فالله أعلم.

٢ - وقال أبو عيسى: (حدثنا هنّاد، قال: حدثنا هُشيم، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس قال -يرفع الحديث-: إنه كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحُجْر.

وفي الباب: عن عبدالله بن عمرو.

قال أبو عيسى: حديث ابن عباس صحيح) (٤).

قلت: هذا حديث منكر مرفوعًا، والصواب وقفه على ابن عباس، فقد وقفه عبد الملك بن أبي سليمان وهمّام، عن عطاء به، وهذا ظاهر كلام أبي داود والبيهقي (٥)، ولم يصحح أبو عيسى لابن أبي ليلى إلا هذا الحديث (٦).


(١) وهي خمسة أحاديث: (١٨٧٦، ٢٠٦٣، ٢٩٠٦، ٣٥٣٩، ٣٦١٤).
(٢) (٣١٧٥، ٣١٧٦).
(٣) (٢٩٠٦)، وقال: (حديث حسن، قال أحمد بن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد ابن بهرام عن شهر بن حوشب).
(٤) "جامع الترمذي" (٩٣٨)، وكذا في طبعة الرسالة (٩٣٦).
(٥) "سنن أبي داود" (١٨١٧) "السنن الكبرى" للبيهقي (٩٤١٠).
(٦) سيأتي كلام على هذا المثال أيضًا في (مصطلح الصحيح) في النوع الثالث برقم (٦)، وكلام أوسع في أمثلة ما قال عنه: (حسن صحيح) وهو في أدنى درجات القبول برقم (١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>