ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الرّيحانة، ريحها طيب ولا طعم لها، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الْحَنْظَلةِ، طعمها مرّ ولا ريح لها، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء أصابك ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل الكير، إن لم يصبك من شرره أصابك من دخانه". هكذا رواه أبان، جاء بلفظ الحديثين جميعا.
وخالفه شعبة، وهمام، ومعمر، وسعيد، وأبو عوانة، فرووه كلهم عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن … ". فجاؤوا بالحديث الأول، ولم يذكر أحد منهم: "مثل الجليس الصالح … "، ولم يتابع أبانَ منهم أحد.
وقد روى شُبَيل بن عَزْرةَ، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: "مثل الجليس الصالح … ". فتابع أبان، ولم يقل:(عن أبي موسى).
وحدثناه محمد بن إبراهيم بن جَنّاد، قال: حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم، عن أبي كَبْشة، قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول على المنبر: قال رسول الله ﷺ: "مثل الجليس الصالح مثل العطّار، إن لا يُحذِك يَعبِق بك من ريحه، ومثل الجليس السوء، مثل القَين، إن لا يحرقك يَعبِق بك من ريحه".
ورواه أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي كَبْشة السدوسي، قال: خطبَنا أبو موسى فقال: الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب العطر، إن لا يُحذك يَعبِق بك من ريحه، ومثل الجليس السوء مثل القَين، إن لا يحرقك يَعبِق بك من ريحه.
وهذه الرواية أولى من رواية عبد الواحد.
ورواية شعبة وهمام وأبي عوانة ومعمر، عن قتادة، عن أنس، عن أبي