للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشياء لم يروها غيره، وتكلم فيه مالك بن أنس بسبب روايته (كتاب السبعة) عن أبيه، وقال: أين كنا نحن من هذا؟!) (١).

وقال نصر بن حماد الوراق: (سمعت شعبة ينازع عبد الله بن إدريس حتى غضبا في حديث أوس، عن أبي مسعود: (يؤمّ القوم).

قال شعبة: أنا والله أستخير الله فيه منذ سنة أن أدعه.

قال عبد الله: اتق، لا تُجنّ، حديث رواه الناس عنه؛ إسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق، ومسعر.

فقال شعبة: لا يكون هذا، حديث سُنّة يقوله رسول الله ليس في الدنيا شيء يشبهه، فلا يسمعه من النبي إلا أبو مسعود، ولا يسمعه منه إلا أوس!) (٢).

وقال أحمد بن حنبل: (لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب، فإنها مناكير، وعامتها عن الضعفاء) (٣).

وقال: (شر الحديثِ الغرائبُ، التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها) (٤).

وقال أيضًا: (تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب، ما أقل الفقه فيهم!) (٥).

وهذا الذي قاله الإمام أحمد واقع اليوم، ويوجد عند بعض من يشتغل بالحديث، فتجد أن هناك من يأتي إلى أحاديث أسانيدها غريبة، وألفاظها منكرة، فيذهب إلى تصحيحها، إما لذاتها وإما بمجموع طرقها، غافلًا عن


(١) (تاريخ بغداد) (١١/ ٤٩٧).
(٢) (أطراف الغرائب والأفراد) لابن طاهر (٢/ ٢٤٧).
(٣) (الكامل) لابن عدي (١/ ١٥٣).
(٤) (الكفاية) للخطيب (٣٩٧).
(٥) (الكفاية) للخطيب (٣٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>