للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (الإلحاف) الإلحاح لأنَّ السائِل إذا ألحَّ فقد جعل سؤاله لازمًا للمسؤول شاملًا إياه كاللحاف.

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} نزلت في علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كانت له أربعة (١) دراهم ليس له غيرها، فسأله سائل بالنهار فأعطاه درهمين، وسأله سائلٌ بالليل فأعطاه درهمين، وخرج من (٢) ماله فأنزل الله ثناء عليه (٣)، وقيل: نزلت في علف دواب المجاهدين (٤).

وقوله: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} الفضل (٥) في المداينات وإنما نزلت على فضلِ الصدقات لأنه في الأموال، والربا (٦) في اللغة عبارة عن الزيادة والنماء، وفي الشرع عبارة عن عقد فاسد بصفات معهودة، والأصل فيه حديث أبي سعيد الخدري: "الذهب ... " الخبر (٧) تلقته الفقهاء بالقبول فدخل في حيِّز التواتر، وعلَّتها بقياس غيرها عليها التقدير مع الجنس؛ لأنَّ التقدير تعلق به الحكم كالجنس لا يقومون يوم القيامة.

{يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ} والخبط باليدين كالذي (٨) بالركبتين والرمح


(١) في "ب": (أربع).
(٢) في "ب" "ي": (من).
(٣) ورد في أسباب النزول عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من عدة وجوه كلها ضعيف لا يثبت منها شيء.
- ما ذكره مقاتل في تفسيره (١/ ١٤٥) وعنه الواحدي وهو عن الكلبي.
- ما ورد عن ابن أبي حاتم في تفسيره (٢٨٨٣) وأورده عبد الرزاق في تفسيره (٣٧) وعنه الواحدي في "أسباب النزول" (٨٦) كلهم من طريق عبد الوهاب بن مجاهد.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٢٨٨٠)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٨٨)، والواحدي في "أسباب النزول" (٨٤) مرفوعًا ولا يصح سنده.
(٥) في "أ": (أفضل).
(٦) في "أ" "ي": (الربو).
(٧) حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أخرجه البخاري (٢/ ٣١)، ومسلم (٥/ ٤٢)، ومالك (٢/ ٦٣٢)، والنسائي (٢/ ٢٢٢)، والبيهقي (٥/ ٢٧٨)، وأحمد (٣/ ٣٩) ولفظه: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلًا بمثل، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي سواء".
(٨) في "أ" "ب" "ي": (كالذين).

<<  <  ج: ص:  >  >>