للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من النور والماء والجنّ من النار والماء، قال الله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} [الكهف: ٥١]، فعقوا فيه دلالة أنّهم كانوا مأمورين بالسجود لآدم -عليه السلام- قبل وجوده على شريطة وجوده، وإن حرّف. ثم في هذه القصة وفي سورة "الأعراف" لترادف الأخبار، أو كرّر عليهم الأمر (١) بالسجود.

{كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} توكيد بعد توكيد.

{فَاخْرُجْ مِنْهَا} من صورته الحسنة أو رتبته الرفيعة أو الجنّة أو السماء إلى يوم الدِّين غاية اللعنة على المجازية، يريد به زيادة على الموعود، أي يعاقب بمجرد اللّعنة {إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} ثمّ يزاد في عاقبة نار جهنّم وما فيها من أنواع العقوبات {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} إضافة إلى الوقت لإبهام أحدهما وكون الآخر منصوصًا عليه؛ كقولك يوم العيد: لأزيننّ لهم الأباطيل والمحظورات في الأرض.

{إِلَّا عِبَادَكَ} خصّ الخبيث بهذا الاستثناء أكثرهم الذين قال فيهم: {وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: ١٧]، هذه (٢) إشارة إلى دين الإسلام.

{بِسَلَامٍ} بتسليم وتحيّة منّا لكم أو بتسليم بعضكم على بعض، وقيل: بسلامة.

{سُرُرٍ} جمع سرير.

{قَالُوا سَلَامًا} نصب لأنه من جنس القول {وَجِلُونَ} خائفون جمع لوجل.

{أَبَشَّرْتُمُونِي} على التعجّب، أتبشروني على حالتي هذه، أتؤملونني غير


= ولعلّ هذا أول موضع يمرّ ذكره فيه، وما نقله عنه مخالف لحديث عائشة -رضي الله عنها - في صحيح مسلم مرفوعًا: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخُلِق آدم مما وُصِف لكم"، فلم يذكر الماء. فلا يقبل كلام صاحب السنّة الذي نقل عنه المؤلف؛ لأنّ الله يقول: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} [الكهف: ٥١]
(١) في الأصل: (الأمر عليهم).
(٢) في "ب" "ي": (هذا).

<<  <  ج: ص:  >  >>