للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كائن على ظن أنّي قد مسّني الخوف أفرح بقولكم (١) أم بالحقّ من عند الله، وإنّما سألهم قبل أن يعرفهم.

{مِنَ الْقَانِطِينَ} الآيسين.

{قَدَّرْنَا} أراد تقدير الله تعالى، فهو قضاؤه الحتم، وإنْ كان تقدير الملائكة فهو تخمين منهم.

قال لوط: {إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} لأنّه (٢) لم يعرفهم، فظنّ أنهم لصوص.

{بِمَا كَانُوا فِيهِ} الهلاك والعذاب (٣).

{وَقَضَيْنَا} أوحينا {ذَلِكَ الْأَمْرَ} الشأن والقضية {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ} برحمة للأمر المقضيّ {مُصْبِحِينَ} أي حالة إصباحهم.

{فَلَا تَفْضَحُونِ} فلا تخزون.

{عَنِ الْعَالَمِينَ} عن إجارتهم وحمايتهم.

{لَعَمْرُكَ} [مرفوع على الابتداء تقديره: لعمرك] (٤) قسمي، والعمر: البقاء، وفي هذا القسم شرف لرسول الله (٥).


(١) في الأصل و"أ": (ونقولكم).
(٢) في "ب": (لأنهم).
(٣) (الهلاك والعذاب) ليست في "ب".
(٤) ما بين [...] من "ب" "ي" فقط.
(٥) قال القاضي أبو بكر ابن العربي والقاضي عياض: أجمع المفسّرون على أن هذا قسم من الله بحياة محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وهو قول ابن عباس. قال أبو الجوزاء: ما أقسم الله بحياة أحد غير محمَّد - صلى الله عليه وسلم -, لأنه أكرم البرية عنده. اهـ. أما القسم من المخلوق بحياة المخلوق، بأن يقول: لعمري؛ لأن معناه: وحياتي، فقد حلف بحياة نفسه، فهذا لا يجوز كما قال إبراهيم النخعي وغيره. مع أن هذه اللفظة في أشعار العرب كثيرة، فمنه قول النابغة:
لعَمْري وما عمري عليّ بهيِّنٍ ... لقد نطقت بُطْلًا عليَّ الأقارعُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>