التربية والتعليم، وثانيًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكل ميدان من هذين الميدانين أصوله وقواعده.
أولًا: قواعد في التربية على الإسلام وتعاليمه:
التربية وهي التزكية والتعليم، هي مهمة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المؤمنين، فقد قال تعالى:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}(الجمعة: ٢)، فالتربية هي التزكية، والتربية هي تنشئة الإنسان وبناؤه، قال -عليه الصلاة والسلام-: ((ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجسّانه)) وهذه أهم قواعد التربية والتزكية.
أولًا: يجب أن يتضح أمام المربي والمعلم النموذج والمثال الذي يجب أن يربي على غراره، وهذا النموذج قد جاء وصف التفصيلي في آيات كثيرة من كتاب الله -عز وجل، منها قول ربنا سبحانه في أول سورة المؤمنون:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(المؤمنون: ١ - ١١).
وقد رسم الله -سبحانه وتعالى- الشخصية المسلمة وأكثر من وصفها في القرآن الكريم في مواضع كثيرة؛ في سورة البقرة والأنفال والحجرات والإسراء، ذكر الله -تبارك وتعالى- النموذج الطيب للمؤمن الصالح الذي يحبه الله تعالى ويرضاه، ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو ذلك النموذج الطيب والإنسان الكامل والقدوة والأسوة الذي أمر الله تعالى المسلمين أن يتأسوا به؛ حيث قال:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}(الأحزاب: ٢١).