الرجل قال: لا إله إلا الله، فقتله أسامة، فلما أُخبر -صلى الله عليه وسلم- قال:((أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!)) قال: يا رسول الله قالها مخافة السيف قال: ((هل شققت عن قلبه)) فلنا الظاهر والله يتولى السرائر، فلا يجوز الحكم على شخص بأنه منافق نفاق اعتقاد إلا ببرهان أوضح من شمس الضحى.
ثانيًا: المنافق يُدعى إلى الإسلام ويوعظ ويُذكّر بالله، وتجري عليه أحكام الإسلام الظاهرة، ويغلّظ عليه عند مخالفته للشرع، قال الله تعالى للنبي -عليه الصلاة والسلام-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا}(النساء: ٦٣)، وقال:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}(التوبة: ٧٣) قال ابن كثير -رحمه الله- في قوله تعالى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} هذا الضرب من الناس هم المنافقون، والله يعلم ما في قلوبهم وسيجزيهم على ذلك؛ فإنه لا تخفى عليه خافية، فاكتفِ به يا نبينا فيهم، فإنه عالم بظواهرهم وبواطنهم، ولهذا قال له:{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} أي: لا تعنفهم على ما في قلوبهم، {وَعِظْهُمْ} أي: وانههم عما في قلوبهم من النفاق وسرائر الشر {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} أي: وانصحهم فيما بينك وبينهم بكلامٍ بليغ رادعٍ لهم.
الأصول الشرعية في دعوة المسلمين
وأخيرًا، وبعد أن عرفنا أصول الدعوة التي يجب اتباعها في دعوة الكافرين والمنافقين، بقي لنا أن نعرف أصول الدعوة للمسلمين، فإذا كانت دعوة الكافرين والمنافقين لها أصول فدعوة المسلمين أيضًا لها أصول، فنقول في بيان ذلك وبالله تعالى التوفيق: