للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وروى وكيع عن عليّ وعثمان نحو ذلك.

وأخرج عبد الرزاق (١) والبيهقي (٢) عن ابن مسعود أنه قيل له: "إن رجلًا طلق امرأته البارحة مائة، قال: قلتها مرة واحدة؟ قال: نعم، قال: تريد أن تبين منك امرأتك؟ قال: نعم، قال: هو كما قلت، وأتاه آخر فقال: رجل طلق امرأته عدد النجوم، قال: قلتها مرة واحدة؟ قال: نعم، قال: تريد أن تبين منك امرأتك؟ قال: نعم، قال: هو كما قلت والله لا تلبسون على أنفسكم ونتحمله عنكم".

قوله: (أناة) في الصحاح (٣) أنه على وزن قناة. وفي القاموس (٤): والأناة، كقناة: الحلم والوقار.

قوله: (من هناتك) جمع هَنْ كأخ، وهو الشيء، يقال: هذا هنك: أي شيئك، هذا معنى ما في القاموس، فكأن أبا الصهباء قال لابن عباس: هات في الأشياء العلمية التي عندك.

قوله: (تتابع الناس) بتاءين فوقيتين بعد الألف مثناة تحتية بعدها عين مهملة: وهو الوقوع في الشرّ من غير تماسك ولا توقف.

واعلم أنه قد وقع الخلاف في الطلاق إذا أوقعت في وقتٍ واحد، هل يقع جميعها ويتبع الطلاق الطلاق أم لا؟ فذهب جمهور التابعين وكثير من الصحابة (٥)


(١) في المصنف رقم (١١٣٤٢).
(٢) في السنن الكبرى (٧/ ٣٣٥).
(٣) الصحاح للجوهري (٦/ ٢٢٧٣).
(٤) القاموس المحيط (١٧٣٥). وفي النهاية (٢/ ٩١٦): هناتك، أي: من كلماتك أو من أراجيزك.
قال القرطبي في "المفهم" (٤/ ٢٤٥): "هات من هناتك: هي جمع هنة، وأصلها: أنها كناية عن نكرة، غير أنّ مقصوده هنا: هات فُتيا من فتاويك المستغربة، أو خبرًا من أخبارك المستكرهة، وهو إشعار باستشناع تلك المقالة عندهم". اهـ.
(٥) أخرج أبو داود رقم (٢١٩٨) وعبد الرزاق في "المصنف" رقم (١١٣٤٦) و (١١٣٤٧) و (١١٣٤٨) و (١١٣٤٩) ومالك في الموطأ (٢/ ٥٧٠) رقم (٣٧) والبيهقي (٧/ ٣٣٥) والدارقطني (٤/ ٥٨ - ٦١ رقم ١٤٣، ١٤٤، ١٤٥) وابن حزم في المحلى (١٠/ ١٧٢) وصححه.
عن محمد بن إياس، أن ابن عباس، وأبا هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص سئلوا =

<<  <  ج: ص:  >  >>