للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استردها، فحين يحيل في خطابه المؤتمرين إلى أحد أفراد الأسرة ليختاروا منها غيره هو دليل صدقه في تنازله عن حظوظه الشخصية مع عدم تفريطه بأي شيء من مكاسب عقيدة السلف الصالح.

والأسرة السعودية هي من مكاسب عقيدة السلف الصالح التي دعا إليها الشيخ، فلم تنعم الجزيرة كما هو المعروف من التاريخ بأنصار لعقيدة السلف مثل هذه الأسرة المباركة كما أن هذه الأسرة لم يكن لها شأن يميزها بالأفضلية قبل أن تنصر عقيدة السلف الصالح، وكأن الكلام الذي جرى بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد ابن عبد الوهاب "الدم بالدم والهدم بالهدم" هو ترجمان هذا الالتحام المصيري ومنذ تبايعا وتعاهدا وتعاقدا على نصرة دين الله ورسوله كان قد تم ظهور عقيدة السلف الصالح بائتلاف علماء العقيدة السلفية مع أنصارها لأن هذا الائتلاف من ماهية هذه العقيدة ومن ذاتيتها لا يتخلف إلا إذا تخلفت قلوب الناس عنها.

ولذا فإن حملة العقيدة السلفية لا ينسون لهذه الأسرة تاريخها ولا يرتابون في صدق وفائها لعهودها وعقودها، ولا يمكن أن تطمئن نفوسهم من خلال تجاربهم التاريخية لغيرهم، وحملة عقيدة السلف الصالح هم أهل الحل والعقد، لأن هذه العقيدة هي مركز ثقل المسلمين وثقتهم وقد جَرَّبُوا غياب هذه الأسرة عن الحكم فرأوا في غيبتهم ضعف العقيدة والتفرق وعدم الأمن، وهذا ما يفهمه الملك عبد العزيز راسخا في نفوس المؤتمرين،

<<  <  ج: ص:  >  >>