للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام فهو يرى ما فيه المصلحة وهو نائب عن المسلمين ورأيه لهم خير من رأيهم لأنفسهم.

ولنعد إلى خطبة الملك نتأمل ما ورد فيها على ضوء عقيدتنا السلفية كما هو موضوعنا:

فهذا الملك قد خرج من الكويت ممتشقا سيفه يقطع به رؤوس الفتن ويخضع به كل معاند مستكبر حتى ذلت له كل صعبة وانقاد له كل مستعص وأمسك بيده زمام الأمور حتى أصبح أعظم ملك في زمانه عندئذ قال كلمة العقيدة السلفية الخالصة قالها من مركز القوة، مركز من يقول ويفعل، لأنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، وقالها من مركز التضحية والفداء، لأن بذل حظوظ النفس بسخاء هكذا، دليل صدق القائل بقوله.

أما مكاسب عقيدة السلف الصالح التي نصرها واستردها من غاصبيها فذلك أمر لا يتنازل عنه بحال، كيف؟ وقد كان يوم خروجه من الكويت يسترد مكاسب عقيدتهم السلفية على ما وصف من القلة والذلة ومع ذلك لم يبال بالجموع ولا من بأقطارها من الدول ثقة بالله وحده وطمعا في نصره سبحانه لهذه العقيدة المهضوم أهلها، والمستباح بيضتهم من أنفسهم.

ولكنه كان مستعدا لتنازله عن مكاسبه الشخصية وحظوظه النفسية، وهي وإن كان يستحقها لكنه يتنازل عنها في سبيل ظهور العقيدة السلفية وانتصارها وعدم المساس بشيء من مكاسبها التي

<<  <  ج: ص:  >  >>