الراعي، وما أوجب للراعى على الرعية في أمر الدين والدنيا، وما تجب فيه طاعة ولي الأمر، وما تجب فيه معصيته، وإياكم وكتمان ما في صدوركم في أمر من الأمور التي تسألون عنها ولكل من تكلم الحق عهد الله وميثاقه أنني لا أعاتبه.
إني أكون مسرورا منه، وإني أنفذ قوله الذي يجمع عليه العلماء، والقول الذي يقع الخلاف بينكم فيه أيها العلماء، فإني أعمل فيه عمل السلف الصالح، إذ أقبل ما كان أقرب إلى الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو قول أحد العلماء الأعلام، المعتمد عليهم، عند أهل السنة والجماعة، وإياكم أيها العلماء أن تكتموا شيئاً من الحق تبتغون بذلك مرضاة وجهي، فمن كتم أمرا يعتقد أَنه يخالف الشرع فعليه من الله اللعنة، أظهروا الحق وبينوه وتكلموا بما عندكم" ١.
وقد بين الملك لهم أنه فاوض البريطانيين حول المخافر التي بنيت على حدود السعودية من جهة العراق ولكنهم أصروا على ذلك وتمسكوا بمبانيهم بسبب ما افتاته الدويش عليه حيث غزاهم بحجة الجهاد من غير إذن الإمام فقتلوا عمال المخفر وبعض شرطته وأخذوا أموالهم واستباحوها غير مرة وبدون إذن الإمام فالدويش هو المسؤول عن فشل المفاوضات التي لولا ما فعله الدويش لنجحت، وعلى كل فالجهاد لابد فيه من إذن
١ انظر: تذكرة اولى النهى والعرفان، للشيخ إبراهيم بن عبيد، ج٣ ص ١٨٣-١٨٦.