للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمائنا وأبنائنا ونسائنا ليس عند التكفير والقتال، فإنهم الذين بدأونا بالقتال، بل عند قوله: {فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ١ وعند قوله: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} ٢ وعند قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} ٣ انتهى.

وجعل أهل العداوة والحسد خصوصا بعض علماء السوء، يرمونه بالعظائم ويلفقون من الأكاذيب ما الله به عليم، ومرادهم بذلك تنفير الناس عنه وعن ما دعا إليه، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون، والكلام في هذه المادة على وجه الكمال لا تحتمله هذه الأوراق.

ومما يجب أن يعلم أَن أكثر الناس في هذه الأزمان قد غرهم الشيطان ولبس عليهم حتى وقعوا في الشرك وغيروا اسمه وأسموه توسلا فتجدهم يدعون الأنبياء والصالحين من الأموات والغائبين ويسألونهم ما لا يقدر عليه إلا الله ويسمون ذلك توسلا فيخدعون الجهال بهذه التسمية ويلبسون على خفافيش البصائر بقولهم هذا الذي نفعل توسلا وليس بشرك، والله يعلم وملائكته وعباده المؤمنون أنه هو الشرك الذي قال الله


١ الجن: ١٨.
٢ الرعد: ١٤.
٣ الإسراء: ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>