آي كثير فمن ذلك قوله تعالى:{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فقوله فأقم وجهك، فيه الإِخلاص وحنيفاً فيه نفي الشرك ولا تكونن من المشركين فيه البراءة منهم ومن دينهم- قال تعالى:{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}" والآيات في معنى لا إله إلا الله أكثرمن أن تحصر كقوله: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} .
والمراد فتح الباب لكم في معنى التوحيد الذي فيه الفلاح والنجاة وصلاح الدنيا والآخرة فلا تنسوا ربكم بالإِعراض عن الهدى فينسيكم أنفسكم، ومن عقوبة الإعراض عمى البصر في الدنيا والآخرة ولا باق معكم إلا دينكم لمن من الله عليه بحفظه والإِقبال عليه والعمل به وإِلا تفهمون أن الدنيا ما للإنسان منها إلا ما كان لله، وغير ذلك زائل. هذا ما نوصيكم به وندلكم عليه عامة والعلماء والأمراء خاصة.
فيجب عليكم أن تكونوا صدراً في هذا الدين بالرغبة فيه والترغيب وأن تكونوا سندا وعونا لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ويتفقدون أهل بلدهم في صلاتهم وتعليمهم دينهم وكفهم عن السفاهة وما يحرم عليهم لأن الله سائلهم عنهم ومن أحب شيئا أكثرمن ذكره.. وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين" ١.
وللشيخ عبد الرحمن بن حسن ردود ونصائح ورسائل وفتاوى