للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إِن بني خالد وأهل نجد وأهل العراق والأشراف والبوادي وغيرهم تجردوا لعداوة هذا الشيخ ومن كان آواه ونصره وأَقبلوا على حربهم بجدهم وجنودهم فأَبطل الله كيد من عاداهم وكل من رام من هؤلاء الملوك وأعوانهم أن يطفيء هذا النورأطفأ الله ناره وجعلها رمادا وجعل كثيراً من أموالهم فيئا للمسلمين. وهذه عبرة عظيمة ونعمة جسيمة.

ثم إِن الله بفضله وإحسانه أظهر هذا الدين في نجد وأذل من عاداه فعمت النعمة أهل نجد ومن والاهم شرقا وغرباً وحفظ الله عليكم نعمة الإسلام التي رضيها سبحانه لعباده دينا فلم يقدر أحد أن يقدرها بقوته وقدرته فاشكروا ربكم وأَقبلوا على التوحيد تعلما وتعليما والأمر بما يحبه من طاعته والنهي عما نهى الله عنه من المعاصي.

فالواجب علينا وعليكم التواصي بهذه النعمة العظيمة والتنافس في هذا الدين الذي منَّ الله به عليكم وهو الذي بعث الله به رسوله وأنزل به كتبه وأكمله ورضيه لعباده كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} الآيات. فاحذروا نسيان ربكم عما افترضه عليكم وأَقبلوا على توحيده وطاعته واطلبوا بذلك الجنة والنجاة من النار فكونوا أئمة في هذا الدين الذي هو معنى "لا إله إلا الله" وقد بين الله معناه في آيات كثيرة من كتابه فإنها دلت على نفي الشرك والبراءة منه وممن فعله وإِخلاص العبادة لله وحده وذلك في

<<  <  ج: ص:  >  >>