للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نجد رحمة لمن أراد أن يرحمه بمن يؤويه وينصره وقدم على أبيه وصنوه وأهله ببلد حريملاء فبادأهم بالدعوة إلى التوحيد ونفي الشرك والبراءة منه ومن أهله، وبين لهم الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وكلام السلف فقبل منه من قبل - وهم الأقلون - وأما الملأ والكبراء الظلمة الفسقة؛ فكرهوا دعوته فخافهم على نفسه وأتى العيينة وأظهرالدعوة بها وقبل منه كثير منهم حتى رئيسهم عثمان بن حمد بن معمر، ثم إن أهل الأحساء - وهم خاصة العلماء - أنكروا دعوته وكتبوا شبهات تبين جهلهم وضلالهم وأغروا به شيخ بني خالد فكتب لابن معمر أَن يقتل هذا الشيخ أو يطرده فما تحمل مخالفته فنفاه من بلده الدرعية فتلقاه محمد بن سعود بالقبول وبايعه على أن يمنعه مما يمنع منه أهله وولده وهذا أيضاً نعمة عظيمة وكون الله أتاح له من ينصره ويؤويه والذي أقوى من ابن سعود لم يحصل منه ذلك وصبر محمد على عداوة الأقصى والأدنى من أهل نجد والملوك من كل جهة وبادأهم دهام ابن دواس بالحرب فهجم على الدرعية على حين غفلة من أهلها وقتل أولاد محمد فيصل وسعودا فما زاد محمدا إلا قوة وصلابة في دينه على ضعف منه وقلة في العدد والعدة وكثرة من عدوهم وذلك من نعمة الله علينا وعليكم فرحم الله هذا الشيخ الذي أقامه الله مقام رسله وأنبيائه في الدعوة إلى دينه ورحم الله من آواه ونصره فلله الحمد على ذلك.

وفيما جرى من ابن سعود شبه مما جرى من الأنصارفي بيعة العقبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>