نستعين، وصلى الله على محمد سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فالذي أوجب هذا الكتاب ذكر ما أنعم الله به عليكم من نعمة الإسلام الذي عرفكم به وهداكم إليه وتسمون به فلا يعني باسم المسلمين إلا أنتم وما أعطاكم الله تعالى في هذا الدين من النعم أكثر من أن تحصر لكن منها نعم كل واحدة منها حصولها نعمة عظيمة لأن المعارض لها قوي جدا أولها كون الدعوة إلى دين الإسلام ما قام في بيانها والدعوة إليها إلا رجل واحد فلما شرح الله صدره واستنار قلبه بنور الكتاب والسنة وتدبر الآيات وطالع كتب التفسير وأقوال السلف في المعنى والأحاديث الصحيحة سافر إلى البصرة ثم إلى الأحساء والحرمين لعله أن يجد من يساعده على ما عرف من دين الإِسلام فلم يجد أحدا، كلهم قد استحسن العوائد وما كان عليه غالب الناس في هذه القرون المتأخرة إلى منتصف القرن الثاني عشر، ولا يعرف أن أحدا دعا فيها إلى توحيد الله وأنكر الشرك المنافي له، بل قد ظنوا جواز ذلك واستحبابه وذلك قد عمت به البلوى من عبادة الطواغيت والقبور والجن والأشجار والأحجار في جميع القرى والأمصار والبوادي وغيرهم فما زالوا كذلك إلى القرن الثاني عشر فرحم الله كثيراً من هذه الأمة بظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكان قد عزم وهو بمكة أن يصل الشام مع الحاج فعاقه عائق فقدم المدينة وأقام بها ثم إِن العليم الحكيم رده إلى