للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغيره فهي دعوة توحيد الله بالعبادة التي شرعها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولأتباعه. ثم طلب من الأمير الموهوب ملكات الإِمارة أن ينصر ذلك. وبين له أن الدولة والملك ثواب لمن نصر ذلك لا أن الإسلام هو الدولة كما توهمه تعاليمهم بأن الإسلام دولة ووطن أو حكومة وأمة.

وضياع الحكومة والملك من المسلمين إنما يكون عقوبة للتفريط منهم بدينهم فإذا عادوا إلى حفظ دينهم وصححوا توحيدهم عاد الله عليهم بالعز والتمكين، كما في حديث ابن عباس "احفظ الله يحفظك" فمشكلة المسلم ليست في نزع الملك من يده وإنما مشكلة المسلم هي عدم تصحيحه شهادة أن لا إله إلا الله فإذا صححها وعمل بمقتضاها وصبر على ذلك ملكه الله بها العرب ودانت له بها العجم والله أعلم.

وهذا الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في رسالة التوحيد التي ألفها لا يذكر تعريف التوحيد الذي هوحق الله على العبيد حين أراد أن يعرف علم التوحيد ويبين معناه وقد استدرك عليه تلميذه محمد رشيد رضا فقال: (فات الأستاذ أن يصرح بتوحيد العبادة، وهو أن يعبد الله وحده ولا يعبد غيره بدعاء ولا بغير ذلك مما يتقرب به المشركون إلى ما عبدوا معه من الصالحين والأصنام المذكرة بهم، وغير ذلك كالنذور والقرابين التي تذبح بأسمائهم أو عند معابدهم، وهذا التوحيد هو الذي كان أول ما يدعو إليه كل رسول قومه، بقوله: "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره" ١.


١ رسالة التوحيد، تأليف محمد عبده، تعليق محمد رشيد رضا، الطبعة ١٢ عام
١٣٦٦هـ. ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>