وقال شيخنا محمد خليل هراس:"وقد غلط الشيخ عبده في اعتباره توحيد الربوبية والانفراد بالخلق هو الغاية العظمى من بعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام فإن هذا النوع من التوحيد كانت تقر به الأمم التي بعثت إليها الرسل، ولم يقع فيه نزاع بينهم وبين الرسل، وإنما كان النزاع في توحيد الإِلهية والعبادة، ولهذا لم يجىء على لسان الرسل عليهم السلام الدعوة إلى اعتقاد أن الله وحده هوالخالق، وإنما كان مدار دعوتهم هو عبادة الله وحده لا شريك له، فكل منهم كان مفتتح دعوته لقومه "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره".
إلى أن قال الشيخ الهراس: "ولعل فضيلة الشيخ عبده في هذا كان متأثرا بالأشعرية الذين جعلوا الانفراد بالخلق هو أخص خصائص الإِلهية، واهتموا في كتبهم بإقامة البراهين على هذا النوع من التوحيد دون أن يشيروا إلى توحيد الإِلهية الذي هو أقصى الغايات ونهاية النهايات" ١.
وغير ذلك من شطحاته في الملائكة والجن ونحو ذلك كما في تفسير المنار نقلا عنه.
وذلك المهدي في السودان رضي أن يطلق عليه المهدي، بل أعلن أنه
١ دعوة التوحيد، أصولها، الأدوار التي مرت بها- مشاهير دعاتها، تأليف حمد خليل هراس ص ٩،١٠.